السؤال
أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري، حظيت بفترة كنت قريبة فيها جدًّا من ربي، ورزقني الله فيها بانشراح الصدر، والتوفيق في كل شيء في بيتي ودراستي. فقد أكرمني الله بأن أكون الأولى على دفعتي، بالرغم من أني لم أجتهد في دراستي طول السنة.
مشكلتي الآن هي أنني في تلك الفترة كنت أقرأ القرآن بدون تعقُّل للمعاني، وكنت أحفظ منه الكثير. ولما وقفت على آية: كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته؛ علمت أن الغرض من القرآن التدبر، وأن الله تعهد بحفظه فقال: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. فأهملت قراءة القرآن، وكلما حاولت أن أقرأه استوقفني هذا الأمر: كيف أخاطب ربي وأنا لا أفهم معاني الآيات أو التفسير؟
وكنت قد عزمت على البدء في قراءة تفسير كتاب الله، وبالفعل اشتريت تفسير ابن كثير، وكنت أقرأ شرحًا لهذا التفسير قبل قراءته، ولكني لم أستطع الإكمال فيه. ابتعدت عن القرآن كثيرا، والآن كلما عدت وقرأت فيه أتراجع ثانية، كيف أقرأ بهذه الطريقة؟
وكنت محافظة على النوافل كلها بما فيها قيام الليل وصلاة الضحى، والآن أصلي الفروض فقط.
أنا أدرس، الآن لا أذهب كثيراً إلى الجامعة بسبب تدهور علاقتي مع ربي، أقول: كيف أتعامل بصورة حسنة وأنا علاقتي سيئة مع ربي، كل يوم أصلي ركعتي التوبة وأنوي أن أعود إلى الطريق، ولكني لا أعود.
أنا الآن محافظة على صلاتي، ولكنها ليست بصفة الخشوع، ولا أقرأ القرآن، وقد أوقفت الحفظ. وأحيانا أقرأ الأذكار، ولكني لست محافظة عليها.
فماذا أفعل؟ أفيدوني يرحمكم الله.
علما بأني أحب الموت كثيراً؛ لأنه السبيل إلى وقف المعاصي التي تغضب ربي مني، وكنت أدعو: اللهم إني أحببت لقاءك رغم ذنوبي، فأحب لقائي. لا أدري هل هذا صواب؟
كل ما حدث لي شيء سيئ أقول: أريد ربي، وكأني طفلة تريد أمها، بالرغم من أني أعصيه، وأحاول أن أبتعد عن تلك المعاصي، أريد أن أذهب إلى من هو أرحم بي من أمي وأبي، بل من نفسي.