السؤال
كنت قد نويت على ختم القرآن مرتين في رمضان، على أن أقرأ جزئين في اليوم، ولكن لظروف لم أستطع، فهل يجوز أن أقرأ الجزئين المخصصين لليوم التاسع، وهو السابع، والثامن عشر مع جزء، أو اثنين من الفائت؟ أي مثلا السادس، والسابع، وأقرأ جزئين جديدين مع القديم، أم تجب القراءة بترتيب المصحف؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك فيما ذكرت، فإن ختم القرآن الكريم لا يجب فيه أن تكون القراءة على ترتيب السور في المصحف. وإن كان الأولى، والأفضل هو أن تكون القراءة على وفق ترتيب السور.
قال النووي في «التبيان في آداب حملة القرآن»: قال العلماء: الاختيار أن يقرأ على ترتيب المصحف، فيقرأ الفاتحة، ثم البقرة، ثم آل عمران، ثم ما بعدها على الترتيب، وسواء قرأ في الصلاة، أو في غيرها... ودليل هذا أن ترتيب المصحف إنما جعل هكذا لحكمة، فينبغي أن يحافظ عليها، إلا فيما ورد المشرع باستثنائه، كصلاة الصبح يوم الجمعة يقرأ في الأولى سورة السجدة، وفي الثانية هل أتى على الانسان ...، ولو خالف الموالاة، فقرأ سورة لا تلي الأولى، أو خالف الترتيب، فقرأ سورة، ثم قرأ سورة قبلها جاز، فقد جاء بذلك آثار كثيرة .اهـ.
وقال ابن بطال -كما في فتح الباري لابن حجر-: لا نعلم أحدا قال بوجوب ترتيب السور في القراءة، لا داخل الصلاة، ولا خارجها، بل يجوز أن يقرأ الكهف قبل البقرة، والحج قبل الكهف مثلا، وأما ما جاء عن السلف من النهي عن قراءة القرآن منكوسا، فالمراد به أن يقرأ من آخر السورة إلى أولها .اهـ.
وانظري الفتوى: 41034
والله أعلم.