السؤال
أقطن مع أمي وخالي بنفس المنزل، ولقد هدد بطردي منه؛ فتشاجرت معه، ولم أعد أتحدث معه من يومها. وهو لا يتحدث مع أمي أبدا، وكان يعاملها بقسوة.
لا أريد التحدث معه؛ إذ يشق عليَّ ذلك بعد الذي سمعته منه، وهو لم يبادر. فهل يعد هذا قطع رحم؟ وماذا أفعل؟
شكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التدابر والقطيعة بين المسلمين، فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. صحيح مسلم.
فإن كان ذلك بين عموم المسلمين، فأحرى أن يكون بين ذوي الأرحام؛ فصلة الرحم واجبة، وقطعها حرام، بل هي من الكبائر، فعن جبير بن مطعم أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يدخل الجنة قاطع. متفق عليه.
وعليه؛ فلا تجوز لك قطيعة خالك؛ وعليك صلته بالمعروف؛ فصلته واجبة باتفاق؛ لأنها من الرحم المحرم. وراجعي الفتوى: 11449.
وإساءته لا تبيح قطيعته، ولا تسقط أصل صلته الواجبة، كما أوضحناه في الفتويين : 196331، 136334.
والله أعلم.