الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تعليق شيء للزينة إن كان البعض يعلقه للحظ

السؤال

أنا مؤمنة تماماً -ولله الحمد- أنه لا يوجد شيء اسمه حظ، ومؤمنة بقضاء الله وقدره، لكن هناك ميدالية للهاتف المحمول أعلقها، عليها رسمة ورقة نوع من أنواع الشجر خضراء جميلة الشكل، لكن في بعض المجتمعات الغربية يتوقعون ارتباطها بالحظ، لكن أنا أعلقها على الهاتف للزينة فقط، ولا نية عندي بأيِّ نوع من أنواع جلب الحظ بها -لا سمح الله-. هل أستمر في وضعها بحكم أن الأعمال بالنيات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز تعليق شيء بقصد جلب الحظ، أو دفع الشر، ففي صحيح ابن حبان عن عقبة بن عامر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من علق تميمة، فلا أتم الله له، ومن علق ودعة، فلا ودع الله له. قال المنذري -رحمه الله- في الترغيب والترهيب:

[التميمة] يقال: إنها خرزة كانوا يعلقونها، يرون أنها تدفع عنهم الآفات، واعتقاد هذا الرأي جهل، وضلالة، إذ لا مانع إلا الله، ولا دافع غيره. انتهى.

أما تعليق الصورة المذكورة على الهاتف بقصد الزينة من غير قصد الاعتقادات الباطلة؛ فالأصل جواز ذلك.

جاء في البيان والتحصيل: وسئل مالك عن تعليق الحرز على الخيل، فتجعل في خيط، فتعلق برقبته، فقال: ما أرى بذلك بأسا، إذا كان يجعل للزينة. انتهى

وقال النووي -رحمه الله- في شرحه على مسلم: وقول مالك: أُرَى ذلك من العين، هو بضم همزة أُرى، أي: أظن أن النهي مختص بمن فعل ذلك بسبب رفع ضرر العين، وأما من فعله ‌لغير ‌ذلك ‌من ‌زينة، أو غيرها؛ فلا بأس. انتهى.

وقال ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري: وكذلك لا نهي عما يعلق لأجل ‌الزينة ما لم يبلغ الخيلاء، أو السرف. انتهى.

لكن إن كان شائعا في أهل البلد الذي تعيشين فيه شيء من الاعتقادات الباطلة بخصوص هذه الصورة؛ فلا ينبغي لك تعليقها؛ تجنبا لمشابهتهم، وبُعْدًا عن إساءة الظن بك من قبل المسلمين، وأمّا إذا لم يكن ذلك شائعا في أهل بلدك؛ فلا حرج عليك في تعليقها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني