السؤال
قال لي أحد الإخوة الأفاضل إنه قرأ بحثا للشيخ العثيمين يفيد بأن أسماء الله الحسنى ال 99 التي نعرفها جميعا، بها أسماء غير صحيحة مثل اسم المنتقم المشتق من قوله تعالى ( ذو انتقام) حيث إنه لا يجوز اشتقاق اسم من صفة إلا بمحاذير وأيضا لا يجوز اشتقاق اسم من التالية ل "ذو" مثل ( ذو الجلال والإكرام ) فما صحة هذا الكلام؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنريد أن ننبهك أولا إلى أن أسماء الله تعالى أكثر من تسعة وتسعين مع أن هذا العدد ورد في أحاديث صحيحة. ففي الصحيحن من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة . ومما يدل على أن أسماءه تعالى أكثر من هذا العدد ما أخرجه الإمام أحمد من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ........الحديث.
والأسماء التسعة والتسعون قد أوردها الترمذي في حديث عن أبي هريرة مرفوعا: وذكر فيه من ضمن التسعة والتسعين: المنتقم وذو الجلال والإكرام.
ولكن العلماء اختلفوا في تصحيح حديث الترمذي هذا، فمنهم من رآه صحيحا ومنهم من اعتبره مدرجا، أي أن أحد من روى عنهم الترمذي هذا الحديث هو الذي اجتهد في استنباط هذه الأسماء من الكتاب والسنة. وعلى تقدير صحة الحديث تكون الأسماء كلها صحيحة ولا يجوز نفي شيء منها، لأن أسماءه تعالى توقيفية ولا يجوز التغيير فيها.
ولكن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ممن يعتقد الإدراج في الحديث المذكور، وقد اجتهد في تعيين تسعة وتسعين اسما بالاستقراء من الكتاب والسنة، وليس منها المنتقم ولا ذو الجلا ل والإكرام.
ويمكنك أن تراجع في هذا الفتوى رقم: 12383.
وقد سُبق ابن عثيمين إلى القول بالإدراج في هذا الحديث وإلى أن المنتقم ليس مما ثبت في الحديث من أسماء الله الحسنى.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: واسم المنتقم ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما جاء في القرآن مقيدا كقوله تعالى: إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ [سورة السجدة:22]، وقوله:
إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [ سورة إبراهيم: 47].
والحديث الذي في عدد الأسماء الحسنى الذي يذكر فيه المنتقم، فذكر في سياقه البر التواب المنتقم العفو الرءوف، ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بل هذا ذكره الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أو عن بعض شيوخه، ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المشهورة إلا الترمذي رواه عن طريق الوليد بن مسلم بسياق ورواه غيره باختلاف.
والله أعلم.