الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: مَنْ قالَ إذا أصبَحَ، وإذا أمْسَى: رضِينا بالله ربًّا...

السؤال

ما صحة حديث(عن أبي سَلَّامٍ قال: كُنَّا قُعودًا في مَسجِدِ حِمصَ، إذ مَرَّ رَجُلٌ، فقالوا: هذا خَدَمَ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، قال: فنَهَضتُ فسَأَلتُه فقُلتُ: حَدِّثْنا بما سَمِعتَ من رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لم يَتَداوَلْه الرِّجالُ فيما بيْنَكما، قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: ما مِن عبدٍ مُسلِمٍ يقولُ ثلاثَ مرَّاتٍ حين يُمْسي، أو يُصبِحُ: رَضيتُ باللهِ رَبًّا، وبالإسلامِ دِينًا، وبمُحمَّدٍ نبيًّا، إلَّا كان حقًّا على اللهِ أنْ يُرضِيَه يَومَ القيامةِ.)؟
لأنه منتشر بأغلبية برامج الأذكار، وحسابات العوام الدينية، وقد سمعت أنه لا يصح، أو ضعيف، وهل إذا كان ضعيفا، أو لا يصح، أو روي عن صحابي لا الرسول يشمل بالأذكار، أم نلتزم بأحاديث أذكار الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقط؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد قال الإمام أبو داود: حدَّثنا حفصُ بنُ عُمَرَ، حدَّثنا شُعبةُ، عن أبي عَقيلٍ، عن سابقِ بنِ ناجيةَ، عن أبي سلاَّم، أنه كان في مسجدِ حمصَ، فمرَّ به رجل، فقالوا: هذا خَدَمَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقامَ إليهِ، فقال: حدَّثني بحديثِ سمعتَه مِن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتداولهُ بينَكَ وبينَهُ الرجالُ، قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: مَنْ قالَ إذا أصبَحَ، وإذا أمْسَى: رضِينا بالله ربًّا، وبالإِسلامِ دينًا، وبمُحَمَّدِ رسولاً، إلا كان حقًا على الله أن يُرضِيَه.

وهذا الحديث رواه: الإمام أحمد في المسند، والترمذي، وأبو داوود، وابن ماجه في سننهم، والحاكم في المستدرك، وذكره النسائي، وابن السني كلاهما في عمل اليوم والليلة له، وابن القيم في الوابل الصيب، وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. ووافقه الذهبي.

وعليه؛ فلا حرج في العمل به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني