السؤال
أنا شاب، أبلغ من العمر 29 عامًا، وأعيش في دولة أوروبية. ولأسباب خاصة، لا أستطيع الزواج في بلدي، ولا أتمكن من السفر إليه. حاولت البحث عن شريكة مناسبة من غير المسلمات، لكنني لم أجد من تتوافق مع تعاليم الإسلام وتقاليده.
أحيانًا يميل قلبي إلى امرأة، لكنني أمتنع عن التواصل معها، خاصة بعدما تواصلت مع أخريات في الماضي، ثم اكتشفت أنهن لا يناسبنني وفقًا لأحكام الدين. ومع ذلك، يوسوس لي الشيطان، فيجعلني أشعر بالندم على عدم التواصل معهن، ويزين لي فكرة أنني أضعت فرصة. وأحيانًا، يزيد هذا الشعور إحساسي بالوحدة والاكتئاب، ويدفعني إلى التقصير في صلاتي، لكنني سرعان ما أعود إلى الله باكيًا، راجيًا مغفرته. فهل يُحتسب لي أجرٌ على صبري وكفّي نفسي عن الحرام؟ وكيف يمكنني التغلب على وساوس الشيطان والشعور بالوحدة، مع المحافظة على ديني وصلاتي، رغم هذه الضغوط؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن التعفف عن اتباع الشهوات، والصبر عن الحرام، وكفَّ النفس عن المعاصي - من موجبات الأجر من الله تعالى، قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [سورة الزمر: 10].
وقد قال بعض أهل العلم: إن الصبر عن المعصية أفضل من الصبر على الطاعة، جاء في طريق الهجرتين لابن القيم: وههنا مسألة تكلم فيها الناس، وهي أي الصبرين أفضل؛ صبر العبد عن المعصية، أم صبره على الطاعة؟ فطائفة رجحّت الأول، وقالت: الصبر عن المعصية من وظائف الصدّيقين، كما قال بعض السلف: أعمال البر يفعلها البر والفاجر، ولا يقوى على ترك المعاصي إلا صدّيق!. اهـ.
والذي ننصحك به؛ هو أن تبادر إلى الزواج بامرأة متدينة تخاف الله تعالى، وتؤدي فرائضه، وتقيم الصلاة في وقتها، وتلتزم بالحجاب الشرعي، وأن لا تبالغ في الشروط فوق ذلك، حتى لا تندم على ضياع الفرص.
أمّا إذا بالغت في الشروط التي تطلب توافرها في المرأة التي ترضاها زوجة، فسيعسر عليك جدًا تحقق مطلوبك.
ومع ذلك؛ وقبل ذلك، لا تترك دعاء الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة، والسعادة الزوجية، وأن يعجّل لك بالفرج.
والله أعلم.