السؤال
في السابق، كنتُ آخذ بالرأي القائل بجواز الاستماع إلى الموسيقى. أما الآن، فقد تراجعتُ عن هذا الأمر، وأدركتُ أنني كنتُ مخطئًا.
وقد سألني أحدهم سابقاً: "لماذا تسمع الموسيقى؟" فأجبتُه بأن هناك رأيين في المسألة، وأنني أتبع الرأي القائل بالجواز. فهل يجب عليَّ أن أُخبر ذلك الشخص بأنني قد تراجعت عن هذا الرأي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في الرجوع للصواب، فإن الزعم بأن تحريم الموسيقى من المسائل المختلف فيها، وأنه يسوغ الأخذ بالرأي المبيح، زعمٌ غير صحيح، وذلك أن الخلاف في هذه المسألة ضعيف جدًا، ومن ثم لم يلتفت إليه كثير من العلماء، فقد حكى بعضهم الإجماع في المسألة، فالقول بإباحة المعازف كلها قول شاذ ليس معروفًا عن أحد من الأئمة المتبوعين، ولا أكابر أصحابهم، وراجع لمزيد من الفائدة الفتويين: 232915، 212389، وما أحيل عليه فيهما.
وأمَّا عن هذا الرجل الذي ذكرت له الخلاف، فإن تيسر لك لقاؤه، فأخبره بالصواب من باب تصحيح الخطأ، وإعطائه المعلومة الصحيحة، وإلا، فلا يضرك ما دمت تبت توبة صادقة.
وننبه هنا على أن أهل العلم قد نصوا على أن من تاب من ذنب، فإنه تقبل توبته، ولا يضره بقاء أثر ذنبه، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة ثم تاب منها.
قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده كمن رجع عن بث بدعة عليها يتبع
والله أعلم.