السؤال
أنا شاب طموح أحب العلم كثيرا أكملت دراستي الجامعية وعملت وتزوجت ورزقت بطفلة . بعد زواجي أحببت أن أكمل الماجستير لكن ليس لدي المال الكافي . فاقترضت من أحد البنوك في نفس الوقت اشتركت في إحدى الجمعيات حتى أستطيع أن أسدد هذا القرض الربوي في أسرع وقت ممكن . مع العلم أن القرض يستمر 9 سنوات ، والجمعية سنتين ونصف ثم أستلم المبلغ . هل بتصرفي هذا عليّّّّّّ ذنب ؟ وهل دراستي لا أؤجر عليها ؟ وكيف أكفر إن كان ذنبا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان حكم القرض الربوي لأجل الدراسة، وبينا فيها أن القرض الربوي لا يجوز إلا في حال الضرورة الملجئة، أما في حال السعة والاختيار فلا يجوز ذلك القرض بحال.
فإذا لم يكن ثم ضرورة لهذا القرض فالواجب عليك هو التوبة إلى الله تعالى، ولا تتم التوبة إلا بالندم على ما فعلت، والإقلاع عنه، والعزم على عدم العودة إليه، وإذا كانت هذه القروض الربوية من النوع الذي تخصم فوائده إذا تم رد رأس المال فورا فالواجب عليك فعل ذلك فور التمكن منه، لقوله تعالى: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (البقرة: 279). فإذا تمكنت من سداد المبلغ قبل موعد استلام الجمعية وجب عليك ذلك تفاديا لأكبر مبلغ يمكن أن يخصم عليك من الفوائد.
وراجع الفتوى رقم: 9135 ولمعرفة حكم الجمعية راجع الفتوى رقم: 1959 علما بأن المرء يثاب على نيته فيما يقدم عليه من الأعمال بعد البحث والتحري ما لم يقصد ارتكاب المحرمات عامدا، وقد نقلنا ما يؤيد هذا عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتوى رقم: 28549.
والله أعلم.