السؤال
قال الله تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ، وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ، وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ، وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ، وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ، وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ، فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ، فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: 45]. وفي حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه." قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: "يسبّ الرجل أبا الرجل، فيسبّ أباه، ويسبّ أمه، فيسبّ أمه." فهل ما ذكرتُ من نصوص يُعطيني الحق، إذا شتمني أحدهم بأهلي (كأن يقول: "يا ابن...")، أن أردّ عليه بنفس الشتيمة؟ وما هو التصرف الأفضل إذا تعرّض أحد لشتمي أو شتم طفلي بهذه الألفاظ؟ كيف يجب أن يرد الطفل؟ خصوصًا أن بعض الناس يعتبر الردّ الحاد معيارًا للقوة، فإن لم يردّ الطفل، أو ردّ ردًّا بسيطًا دون شتيمة، يُعتبر ضعيفًا وقد يُعتدى عليه أكثر، سواء باللفظ أو بالفعل.
الطفل قادر على الدفاع عن نفسه، لكن المشكلة تكمن في مضمون الشتيمة ذاته. فما الرد المناسب الذي يمكن أن يقوله الطفل في حال شُتم، أو سُبّ الدين أمامه؟ علمًا أن الطفل ليس معتديًا بطبعه، وإنما يُقال له هذا الكلام بقصد الاستفزاز.
الحمد لله، هذا لا يحدث في بيتنا أو في محيطنا القريب، لكنه تعرّض لمثل هذا الموقف عدّة مرّات. وأفراد الأسرة لديهم آراء متباينة، ولا أعلم ما هو رأي الشرع في هذا الأمر، وما هي النصيحة التربوية المناسبة؟