السؤال
لقد سبق وأن بعثت إليكم ببعض الاستفسارات عن حكم آكل الربا، والذي وصلكم في صيغة سؤال، وقد تكرمتم بالإجابة عليه بعنوان: دحض شبهة حول الاقتراض بالربا، تحت الرابط التالي:
http://www.islamweb.net/ar/fatwa/>وأرجو أن يتسع صدركم لمناقشة هذه التعليقات على نص الإجابة.
فأقول: أما قولكم: لاشك أن ورود اللعنة على أمر يجعله أمرا محرما ...الخ، فهذا أمر غير مسلم، لأن العلماء قد اختلفوا في تحديد معنى الكبيرة، وما تختارونه لا يزيد عن أن يكون دعوى خالية من الدليل.
وقولكم: ما استدل به السائل غير صحيح.. يبعث على العجب، لأنكم اثبتموه فيما بعد فيما نقلتموه عن مختلف المذاهب في إشارتكم لما جاء فى كتاب الإنصاف الذي يشتمل على رواية للإمام أحمد بالكراهة، وفيما نقلتموه عن متأخري المذهب المالكي بكراهة الوشم.
وقولكم: إن لفظ: لعن الله، تفيد التحريم عند العلماء غير مسلم، ولكم أن ترجعوا إلى كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: لعن, وأما ما نسبتموه إلى العلماء من أنهم يرون أن اللعن الوارد فى الحديث لا يتناولها، فهذا من التناقض الذى ألزمتموهم به، وربما قولتموهم مالم يقولوا، وفيما نقلتموه عن صاحب الإنصاف لا يدل على أن النياحة من الكبائر لا صراحة ولا ضمنا، ولكم أن تتثبتوا من ذلك مما قاله موفق الدين بن قدامة فى المغني.
وأما قولكم: أنه لاشك في حرمة إيكال الربا, فلا نقاش فيه، ولكن مدار البحث عما اذا كان الإيكال كبيرة أم لا, وأما ما رواه مسلم فإنه شامل لمن كتب عقد الربا، وكذا لمن شهد عليه، فهل هم أيضا ارتكبوا كبيرة على الكتابة وعلى الشهادة؟ ولماذا لم يأت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعدد الكبائر: إيكال الربا في الوقت الذي عد فيه آكل الربا, ألا يصلح هذا فارقا بين الأكل ليقال عنه إنه كبيرة بنص الحديث وبين الإيكال الذي لم يرد إليه ذكر.
أرجو أن تتفضلوا بمناقشة هذه الأقوال خدمة منكم لهذا البحث.