السؤال
حججت بحمد الله هذا العام وفي اليوم الأخير وقبل طواف الوداع كنت عائدة من الحرم إذا برجل يتحرش بي ويضع يده على دبري ليس خطأ وإنما عن قصد فالتفت إليه ولعنته وسببته وسبني وأحسست حينها بالهوان والضعف كيف يقع هذا ونحن في أطهر بقعة وأقدسها، بعدها وإلى الآن أخشى أن يكون رد فعلي ذاك له أثر على حجي أريحوني؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسب هو الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه، وسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق... متفق عليه.
ما لم يأت بما يستحق عليه السب، فإن أتى بما يستحق عليه السب فلا بأس بسبه بما يستحق، وبما يكون رادعاً له عن خطئه، وما دام هذا الشخص قد اعتدى عليك، فإنه يستحق السب والزجر، كقولك له مثلاً: يا قليل الحياء أو يا قليل الأدب ونحو ذلك...
ولا يصح لعنه، لأن لعن المعين لا يجوز ولو أتى بموجبه على الراجح من أقوال أهل العلم، فكيف إذا كان هذا الشخص لم يأت بما علق الشرع اللعن بفعله، فلا نعلم دليلاً على أن مجرد تحرش الرجل بالمرأة يوجب اللعن.
وعليه، فنسأل الله تعالى أن يعفو عنك ما دام ذلك صدر منك غيرة على عرضك أو جهلاً بحرمة لعن المعين، واعلمي أن ذلك لا يبطل حجك باتفاق أهل العلم رحمهم الله ولو كان حالة الإحرام بالحج، فكيف إذا كان بعد التحلل من الحج، ولا ينقص ثواب حجك أيضاً ما دمت معذورة في ذلك كأن يكون لسانك سبق باللعن دون قصد أو كنت لا تعلمين حرمة لعن المعين-كما سبق- أما إذا لم يكن لك عذر، فإنه ذنب تجب التوبة والاستغفار منه.
والله أعلم.