السؤال
أنا ملتزمة قريبا ولله الحمد, بدأ الوالد يحافظ على الصلاة ما عدا الفجر وكلما ألححت عليه ليصليه في وقته أجله للصباح علما بأنه يسهر لبعد الفجر, ولكنه يواظب على الصلاة في المسجد لأنه قريب من العمل ولكنه مثلا يصلي العصر في البيت ولا يحافظ عليه في أول الوقت. ولكنه أيضا لا يأمر إخوتي بالصلاة ولو ناما عن صلاة الجمعة. ووالدتي لا تتدخل كثيرا في هذه الأمور .
أولا: كيف يمكنني التأثير عليه وهل لي أن أحذره من لقاء الله وأذكره دائما بتقصيره ولو كره ذلك ؟؟ وهل يجب علي متابعته وإخوتي عند كل صلاة ولو كانوا ملوا محاولاتي دون فائدة؟؟, وهل إذا خاصمته لتقصيره من باب الغيرة على حق الله والحث والتشجيع يجوز؟؟؟
الثاني: وما دور والدتي والحكم في أمرها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله أن يثبتك ويرزقك الاستقامة وأن يهدي بك.
واعلمي أنه يتعين عليك بذل أقصى طاقتك في هداية أسرتك لتقومي بواجبك تجاههم، ولتؤثري عليهم ولا تتأثري بهم فيردونك عن الهدى.
وعليك أن تكثري من الدعاء لهم في أوقات الإجابة، والإحسان إليهم، وخدمتهم، واستعيني بالصلاة وباسم الله الأعظم، ودعوة ذي النون، واستخدمي شتى الوسائل لهم في إيصال الحق والإقناع بطريق الهدى، فعظيهم ورغبيهم ورهبيهم، وحاوريهم بالرفق والحكمة من دون خصام، ولا أي أسلوب يفهم منه سوء الأدب أو التعالي عليهم، واحرصي قدر المستطاع أن لا تواجهيهم بما يكرهون، وأحضري في البيت ما تيسر من الأشرطة المؤثرة والرسائل المفيدة، واحرصي على استفادتهم منها.
واستعيني بمن يمكن أن يؤثر عليهم من أكابر قومك وعلمائهم، أو من أئمة المساجد، ولا بأس أن ترسلي للإمام وتطلبي منه الخطبة في موضوع معين.
واستعيني ببعض الأخوات الداعيات في التأثير على والدتك لتقوم بدورها، واطلبي منهن أن يكلمنها في ذلك، واطلبي منهن أن يوصين إخوانهن وآباءهن من الدعاة بالتواصل مع أبيك وإخوتك ودعوتهم ونصحهم وتذكيرهم.
ويستحسن في تذكيرك بالموت ولقاء الله والتحذير من التقصير والتفريط في جنب الله أن تطلبي من أحد إخوتك أن يقرأ لكم في البيت بعض الرسائل التي تتحدث عن هذا الموضوع، أو بعض كتب الترغيب والترهيب، كرياض الصالحين أو المتجر الرابح، أو الترغيب والترهيب.
وإذا كره الأب أسلوبا من ا لأساليب فحاولي أسلوبا آخر، ولا تدمني على أسلوب يكرهه.
وأما أمك فيتعين عليها القيام بمثل ذلك، فاحرصي على هدايتها وإقناعها بمساعدتك في الموضوع.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 2444، 32781، 11739، 22420
، 21794، 46898، 35247، 49867.
والله أعلم.