السؤال
إذا رفعتُ دعوى على شخص، وصدر قرار بحبسه لأنه احتال عليّ بمبلغ مالي. فهل يسقط حقي أمام الله يوم القيامة؟ أم أستطيع أن أُحاسبه أمام الله أيضًا؟ فأنا أرغب في مجازاته أمام الله أكثر من مجازاته في الدنيا. وهل يمكن أن آخذ حقي في الدنيا والآخرة معًا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تبين لنا كيف احتال: هل سرق من حرز أو غيره، أو خان، وهل استرجعت المبلغ أم لا؟ وهل حبس تعزيرًا، أو غير ذلك؟
لذلك نقول على سبيل العموم: إن كنت لم تسترجع مالك، ولم تعف عنه؛ فإنك تأخذه يوم القيامة من حسناته إن لم يؤده إليك في الدنيا؛ كما في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه، فحمل عليه.
أما إن كنت قد استرجعت مالك، فلم يبق لك حق تطالبه به.
قال الكاساني في بدائع الصنائع: لأن محل الجناية خالص حق العباد، والخصومة تنتهي بالتوبة، والتوبة تمامها برد المال إلى صاحبه، فإذا وصل المال إلى صاحبه لم يبق له حق الخصومة مع السارق. اهـ.
وانظر لمزيد من الفائدة الفتاوى: 484519، 325300، 431206.
والله أعلم.