السؤال
أنا إمام مسجد في أوكرانيا وأنا أهاب من الفتوى بشكل كبير، وبنفس الوقت المسجد بحاجة إلي فعندي مهارة عالية والحمد لله في الوعظ، ولكني أبداً لا أحب الفتوى والإفتاء، فقررت أن أترك المسجد، ولكن إذا تركته سيقع الإخوة في مشكلة ومن الصعب أن يحضروا رجلاً آخر لصعوبة الفيزا عندنا فماذا أختار؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن منصب الفتوى منصب خطير، لا يقوم به إلا أهله، وقد كان السلف رحمهم الله يتهيبون إفتاء الناس ويذمون أنفسهم ويرون أنهم ليسوا أهلاً لذلك، قال إبراهيم النخعي: إن زماناً أكون فيه فقيه أهل الكوفة لزمان سوء.
وكانوا لا يتحرجون من قول لا أدري، ويقولون: من أخطأ لا أدري أصيبت مقاتله!!.
ويحكى عنهم في ذلك حكايات مشهورة، وراجع للفائدة الفتاوى: 3984، 32711، 51199.
فليكن همك تخليص نفسك أمام الله لا تخليص الناس، وتذكر أنك موقوف بين يدي الله، قال تعالى: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ* عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {الحجر:92-93}، وقال: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ {الصافات:24}، هذا ولا تترك إمامة المسجد ووعظ الناس إن كنت تحسنه، فأنت على ثغر، وقد لا يسده غيرك.
وإذا سئلت عن مسألة فأحل على العلماء، وبإمكانك الانتفاع بفتاوى بعض العلماء المعاصرين، كفتاوى اللجنة الدائمة، وفتاوى العلامة ابن باز، والعلامة ابن عثيمين، وكلها مطبوعة وبعضها موجود على شبكة الإنترنت أو منسوخ في أسطوانات مدمجة، فيمكنك البحث فيها ونقل أقوال المفتين في المسائل المتطابقة مع ما قد يعرض عليك، ولكن حذار أن تتكلف ما ليس لك به علم.
والله أعلم.