السؤال
أريد أن أسألكم عن موضوع ظلم الإنسان لغيره وأنا أعلم بأن دعوة المظلوم مستجابة فأنا مررت في موقف أحس بأني ظلمت وأريد أن أعرف رأي الشرع في هذا فأنا تقدم لي منذ فترة شاب وأنا وأهلي وجدنا أنه مناسب وطبعاً قمت أنا بالاستخارة وهو متمسك بي جداً -ليس بيننا أي علاقة- ولكن جاءت والدته لزيارتنا ورفضت هذا الزواج، بحجة أني غير مناسبة له وأنها لم تحب والدتي مع أنه مقتنع بي جداً، هذا فقط ما قاله الخاطب واعتذر عن موضوع الخطوبة، وهذا أثر في نفسي كثيراً وأحسست بأن أمه تسرعت فهي حكمت علينا من زيارة واحدة وحتى لم نتفق بعد في الأمور الأخرى، ووالدتي بكت من ما حدث وقالت الله يسامحها ظلمتني وأنا قلت حسبي الله ونعم الوكيل رغم أن والدته متدينة وأحسست بأنها ظلمتني فما رأيكم فيما قلت؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن الدنيا دار ابتلاء، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}، فحري بك أختي المسلمة أن تقابلي ذلك بالصبر، لتنالي خير الدنيا والآخرة، وأن تهوني على نفسك وتجتهدي في صرف قلبك عن التفكير في أمر قد سلف، ولعل الله تعالى قد أراد بك خيراً حين صرف عنك هذا الشاب، فما يدريك أن تكون سعادتك في الزواج منه، لاسيما وأنك قد استخرت وفوضت أمرك إلى الله تعالى وهو القائل سبحانه: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وينبغي أن تكثري من دعاء الله تعالى أن ييسر لك الزواج بمن هو خير منه، ولا يظهر فيما ذكرت من وقائع أن والدته قد صدر عنها نوع من الظلم تجاهكم، إذ غاية ما في الأمر أنها قد منعت ابنها من إتمام هذا الزواج، وقد أطاعها في ذلك، ولعلها ترى من المبررات ما يسوغ لها ذلك من وجهة نظرها، ثم إنه لو ثبت أنها قد ظلمتكم بشيء مثل أن تشيع عنكم أمراً غير صحيح ونحو ذلك، جاز لكم الدعاء عليها إلا أن الأفضل العفو كما بين ذلك الشرع الحكيم، وراجعي الفتوى رقم: 27841.
والله أعلم.