السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب عمري 23 عاماً أدرس في الجامعة تعرفت على فتاة أعرفها من قبل بحكم أننا من نفس القرية المهم أني تعلقت بهذه الفتاة حتى أنها صارت جزءاً مهما في حياتي ومع الوقت أصبحت أتعامل معها كما لو كنا خاطبين بمعنى أني أضمها وأقبلها ولم يحدث بيننا شيء غير ذلك، ولكن ضميري عذبني فقررت أن أخطبها ولكن على غير العادة كانت المعارضة الشديدة لأهلي لهذه الفتاة بسبب أن أهلها يتمتعون بسمعة سيئة حتى وصل الحد أن أبي أراد أن يتبرأ مني لو أصررت عليها وأن يغضب علي وأنا في حيرة من أمري، الفتاة مؤدبة ولكن أهلي يعارضون لا أدري ما أعمل الرجاء نصحي لأني لا أريد أن أغضب ربي؟ وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنك قد أخطأت بما قمت به من إنشاء علاقة بامرأة أجنبية عنك، وقد نهى الله عما هو أخف مما فعلته، نهى عن الخلوة بالأجنبية وأمر بغض البصر عنها، ونهى عن ملامستها، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ {النور:30}، وروى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وقال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي.
فبادر إلى التوبة واقطع صلتك فوراً بهذه الفتاة، فإن كونكما من قرية واحدة لا يحل لكما شيئاً كان محرماً، ولتعلم أيضاً أن مجرد الخطبة لا يحل ما حرم الله تعالى فالمخطوبة أجنبية على الخاطب حتى يتم عقد النكاح الصحيح.
واعلم -أيها الأخ الكريم- أن طاعة الأب في المعروف من آكد الواجبات وأن في معصيته إثماً كبيراً، فإذا كان والدك لا يقبل تزويجك من الفتاة المذكورة فالخير لك في تركها، وخاصة أنه يعلل الرفض بأن أسرتها ذات سمعة سيئة، فهو يخشى أن تكون الفتاة قد تأثرت بمحيطها وقولك إن الفتاة مؤدبة يتنافى مع قبولها منك ما لا يحل مما ذكرت.
فإذا كنت لا تريد أن تغضب ربك -حقا- فبادر إلى التوبة مما صدر منك، وامتثل أمر أبيك، واترك هذه الفتاة نهائياً حتى يرضى أهلك بتزويجك منها ويتم ذلك فعلاً.
والله أعلم.