السؤال
تقدم لخطبتي مقدم بالقوات المسلحة ورفضته بشدة لكبر سنه ففارق السن 15 سنة وأخي كان معترضا وعندما رفضته قلت لو كان هذا نصيبي أنا أرفضه وحتى الأن لم أرتبط فهل لذلك القول علاقة بعدم ارتباطي وماذا أفعل لأني أشعر بالذنب؟ أرجو الإفادة
ملحوظة عندما تقدم الشخص كان علي أساس أن سنه 38 سنة وعلم أخي بعد ذلك أن سنه 43 سنة وهل يوجد دعاء لتيسير الزواج؟
وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المتقدم صاحب دين وخلق فلا ينبغي رده ورفضه لمجرد الفارق في السن إذ أن الفارق في السن من الجانبين لا تأثير له في مستقبل الحياة الزوجية ما لم يصل إلى حد الهرم والشيخوخة، ولقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها، وهي أكبر منه سناً بأكثر من خمسة عشر عاماً، وتزوج عائشة رضي الله عنها وهي أصغر منه سنا بكثير.
أما قولك لو كان هذا نصيبي أنا أرفضه فلا يجوز لما فيه من الاعتراض على قضاء الله وقدره والله يقول: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا {الأحزاب: 36}.
ومن حقك أن ترفضي رجلاً بعينه أو رجالاً لكن دون أن تتفوهي بذلك القول الذي ينم عن عدم رضاك بقسم الله.
وشعورك بالذنب دليل على ندمك ، والندم توبة ، والتوبة تجب ما قبلها، والله سبحانه رحيم بعباده رؤوف بهم، كما قال تعالى: إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {البقرة: 143}. ولذا جعل سبحانه باب التوبة مفتوحاً للعبد، فإذا تاب العبد من أي قول أو فعل تاب عليه وقبله قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى: 25}.
وقد لا يكون لهذا القول علاقة بعدم ارتباطك وزواجك، فالمولى سبحانه لا يؤاخذ العبد على فعل تاب منه وندم واستغفر، ولكن قد يكون عدم ارتباطك بسبب ذنوب أخرى لم تتوبي منها إلى الآن فعليك التوبة إلى الله من كل ذنب والاستقامة على دين الله، وأبشري بعد ذلك بكل خير فقد قال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 4}.
ولا يوجد دعاء مأثور خاص بتيسير الزواج ولكن هناك أدعية كثيرة جامعة لخيري الدنيا والآخرة يمكن الاطلاع عليها في الفتوى رقم: 3570.
ونسأل الله أن ييسر لك أمرك وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة إنه على ما يشاء قدير.
والله أعلم.