السؤال
بسم اللهفي المجتمع اليمني حصل وانتشرت مؤخراً عادات وتقاليد متشددة تجاه الزواج والمرأة بشكل عام، فعندما يذهب الشاب لخطبة فتاة فإن أهلها لا يسمحون له برؤية وجهها إطلاقاً، ولا يسمحون له بمعرفة أي شي عنها إطلاقاً حتى صوتها إلا بعد الزفاف، ويضطر الكثير إلى رؤية الفتاة بالسر قبل الخطبة ويراسلها ويتعرف عليها بالسر ويخطبها بعد ذلك. وهذه الطرق المتشددة تؤدي إلى صعوبة الانسجام بين الزوجين ووجود المشاكل والطلاق والخيانة الزوجية.فما موقف الإسلام من ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن في اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم الخير والصلاح والعواقب الحسنة في الحال والمآل، وقد سن النبي صلى الله عليه وسلم النظر إلى المخطوبة، ويجوز النظر إليها ولو كان ذلك بغير علمها، كما سبق في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 27234، 7630، 6941.
وعليه فما يفعله من أراد حقاً أن يتزوج من بنت من النظر إليها بما لا يخرج عن الحدود المأذون فيها شرعاً لا حرج فيه ولو لم يعلم أهل الخطيبة بذلك، وينبغي للمجتمع نبذ كل العوائد التي تصادم السنة ولا سيما إذا ترتب على تطبيقها مفاسد وأمور لا تحمد عقباها مثل ما ذكر السائل، فما شرع الشارع حكما للمجتمع ولا سن سنة إلا ومن ورائها مصلحة وفي تركها مفسدة، فالنظر إلى المخطوبة بين الرسول صلى الله عليه وسلم الحكمة منه بقوله بعد الأمر بالنظر إلى المخطوبة: فإنه أحرى أن يؤدم بينكما.
لكن لا يصح ولا يجوز لمن أرغمه سبف تلك التقاليد على الزواج بمن لا تعجبه أن يتخذ من ذلك وسيلة لما حرمه الله تعالى، فالمسلم عبد لربه لا يخرج عن الطاعة لكونه صادف امرأة لا يرغب فيها، بل الواجب عليه أن يقوم بحق هذه الزوجة من حسن العشرة أو التسريح بإحسان، وأن يصون نفسه أيضاً من الذنوب والمعاصي، تزوج أم لم يتزوج، وافق زوجة أحبها أم كرهها.
والله أعلم.