السؤال
ما حكم من يحضر دروس العلم للتفقه في أمور الدين وحفظ القران ولكن لا تخلو جلستهم من اطمئنان بعضهم على بعض وبعض الأحاديث في الأمور الخاصة أو خلط الجد بالهزل أحيانا فهل تفسد جلستهم للذكر؟
ما حكم من يحضر دروس العلم للتفقه في أمور الدين وحفظ القران ولكن لا تخلو جلستهم من اطمئنان بعضهم على بعض وبعض الأحاديث في الأمور الخاصة أو خلط الجد بالهزل أحيانا فهل تفسد جلستهم للذكر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع شرعا أن يتحدث طلبة العلم في بعض أمورهم الخاصة أو يستأنس بعضهم ببعض ويطمئن إليه ما لم يصل ذلك إلى الإهمال وضياع الوقت، أو يكون فيه غيبة أو نميمة.
فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدثون في المسجد بعد الصلاة وقبلها، وربما كانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم ويبتسم معهم.
جاء ذلك في صحيح مسلم وغيره، وهكذا درج السلف من التابعين وغيرهم. ففي مصنف ابن أبي شيبة عن الأعمش قال: رأيت أبا وائل وأصحابنا يجلسون يوم عرفة ويتحدثون كما يتحدثون في سائر الأيام، وهذا يدل على أن الحديث بين طلبة العلم ولو كان في المسجد أو محل الدروس لا مانع منه شرعا مادام محكوما بالضوابط الشرعية.
وقد كان أهل العلم يحدثون طلبتهم في مجالس العلم ببعض القصص المفيدة وذكر الطرائف والملح التي تروح عنهم وتزيل كآبة الجد ورتابة المجالس الرسمية.
قال العلامة الشيخ سيدي عبد الله الشنقيطي في الطلعة في علوم الحديث:
وروِّح القلب بذكر الطُّرَف * فإن ذلك صنيع السلف
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني