السؤال
أنا شخص موسوس ولكنني أستطيع التغلب على الوسوسة وإجبار نفسي على التخلص منها إن شاء الله ولكن المشكلة أنني لا أعلم القدر الكافي الذي يتم به العمل والخوف من أن يكون تقديري للأمور خاطئا فمثلا في الوضوء أخشي من أن عدم الإطالة في غسل الأعضاء قد يؤدي إلى التقصير في الغسل وليس التخلص من الوسوسة ولذلك أطيل فيه أى أنني لا أعرف المعدل الطبيعي الذي يمشي عليه الناس الطبيعيون في إنجاز الأعمال، فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوساوس التي تعتري العبد مردها إلى كيد الشيطان بالمؤمنين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. رواه أحمد وأبو داود.
فعلى العبد أن يبعدها عن نفسه ومن أهم الأمور التي تعين العبد على ذلك -بعد الاستعانة بالله- كثرة الذكر والاستغفار وعدم الالتفات إلى الوسوسة وعدم الاسترسال معها ومخالفة ما تدعو إليه، فإذا اعتراك الوسواس أثناء الوضوء ودعاك إلى إعادة غسل عضو مثلاً فلا تلتفت لذلك، وأكمل الوضوء وهكذا إذا دعاك إلى الإطالة في غسل الأعضاء فلا تلتفت لذلك ووضوؤك صحيح إن شاء الله.
وعليك أن تتعلم هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في طهوره وصلاته وصيامه وغير ذلك، ولمعرفة صفة الوضوء الكامل والمجزئ، راجع الفتوى رقم: 7503.
واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة رواه البخاري فأقل قدر مجزئ هو غسل العضو مرة واحدة، والثلاث أفضل، والزيادة عليها مكروه عند جمهور العلماء الحنفية والشافعية والحنابلة والراجح في مذهب المالكية واستدلوا بحديث عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء فأراه ثلاثا ثلاثا ثم قال: هكذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وظلم. رواه أبو داود وصححه النووي والألباني.
والله أعلم.