السؤال
كيف أفرق بين المني والمذي، إذا كنت إذا فرغت من البول واستنجيت كما يجب ثم كلما بدأت أتوضأ أحسست بخروج البول ثم أتثبت فلا أجد شيئاً فإذا بدأت أصلي أصبحت لا أعرف هل أنا على وضوء أم لأنه انقضت مدة على ذهابي إلى الحمام، فما العمل إني تمر على عدة أيام ليس بي شيء ثم تمر على أيام مهما أعدت الوضوء فإني أنقضه قبل انتهاء الصلاة فهل أعتبر سلسا أم لا عندها، وكيف أصلي في المسجد وخاصة الجمعة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالفرق بين المذي والمني من أوجه:
1- المني يخرج بشهوة، بينما المذي لا يخرج بشهوة، بل عند الشهوة.
2- وأن المني في الغالب يخرج بتدفق، بينما المذي لا يخرج بتدفق، بل قد لا يحس الإنسان بخروجه.
3- وأن رائحة المني كرائحة طلع النخل، ورائحة الطلع قريبة من رائحة العجين.
4- المني يصاب الإنسان بعد خروجه بفتور، بينما المذي لا يصاب الإنسان بعد خروجه بفتور.
فإذا عرف الفرق الذي يميز بينهما، فإن المذي نجس يجب غسله من الثياب، ويجب غسل الفرج من آثاره، وكذلك يجب غسل ما أصاب البدن منه، بينما المني الراجح أنه طاهر، ولكن يستحب غسله.
وأما ما تشعر به من خروج شيء منك بعد الوضوء، وإذا ذهبت إلى الحمام لم تجد شيئاً، ويتكرر ذلك منك فهو وساوس، وأنجح علاج له ألا تلتفت إليه.
وإذا تأكدت من نزول شيء منك قبل الصلاة باستمرار، بحيث لا تتمكن من أدائها على طهارة، فإنك تعتبر مصاباً بالسلس، ومن كان مصاباً بالسلس، فإنه يلزمه الوضوء لكل صلاة مكتوبة، على قول جمهور أهل العلم، وعليه أن يغسل المحل جيداً، وأن يعصب عليه خرقة أو نحوها، وليتحفظ من البول حسب الإمكان، ثم يتوضأ ويصلي، ولا يضره نزول البول منه أثناء الوضوء، أو أثناء الصلاة لأنه معذور، وله أن يصلي ما شاء من النوافل بوضوء هذه الفريضة، حتى يدخل وقت الفريضة الأخرى، فيلزمه الوضوء لها، وهذا إذا كان السلس يلازمه في جميع وقت الصلاة، فإن كان يعلم أنه سينقطع عنه وقتاً يمكنه فيه أن يتوضأ ويصلي الصلاة قبل خروج وقتها وجب أن ينتظر ذلك الوقت، فيتوضأ فيه ويصلي، ولو أدى ذلك إلى فعلها منفرداً دون جماعة إلا الجمعة، لأنها لا تصح فرادى فيصليها على حاله.
والله أعلم.