السؤال
سؤالي صعب جدا هو أني أحببت زميلا لي وقد وعدني بالزواج وقد وقعنا في الخطيئة وحملت منه طلب مني أن أجهض لكي نتزوج وأخلف وعده لي وتحجج أن والده مريض و حملت للمرة الثانية وطلب أن أجهض و تقدم إلى أهلي بالفعل وذهبت أنا إلى أهله ولكن رجع إلي وقال إن أباه رفض زواجنا و نام معي وحملت لثالث مرة في ذلك اليوم طلب مني أن أجهض ونتزوج من وراء أهله طلبت منه أن نتزوج قبل أن أجهض رفض واتصلت به لكي أتكلم معه سمعت صوت حريم معه فذهبت إليه في كارفور فضربني إلى أن أجهضت في الشارع واتصل أهلي بأهله وحكوا لهم ما حدث فكذب الكل وأنكر كل شيء في يوم خروجي من المستشفى اتصلت بأمه وتكلمت وطلبت أن تراني فقلت لها أهلا بك في بيتي ولم تحضر وطلبت أن أترك البيت لكي أذهب لها وأجلس معها لكي تسمع مني كل شيء وقالت إنها سوف تقف معي إن قلت كل شيء بما يرضي الله وحكيت كل شيء بما يرضي الله وأعطيت لها علامات في جسد ابنها وداخل بيتها وفي شقة ابنها كذبني في كل شيء وأنكر
وأهله لاموني أنا أريد أن اعرف ما حكم الدين على مثل هؤلاء الأهل؟
أريد أحدا أن يتكلم مع هؤلاء الناس لكي لا يظلموني أرجوك الرد علي وما حكم الدين علي وعلى الرجل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله أن يفرج كربتك وكروب جميع المسلمين، وننصحك بالالتجاء إلى الله تعالى وصدق التوبة والإنابة إليه والإكثار من أعمال الخير والإحسان إلى خلق الله، فقد وعد الله التائبين المكثرين من الأعمال الصالحة بالفلاح والرحمة فقال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور: 31}. وقال: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام: 54}.
وقد ثبت في الحديث أن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها فغفر لها. رواه البخاري ومسلم.
وراجعي دواء الكرب في زاد المعاد.
وراجعي في أسباب استجابة الدعاء الفتاوى التالية أرقامها: 32655، 14947، 16946، 33345.
ثم إننا ننبهك إلى أنك أخطأت أولاً في محبة شخص أجنبي وخروجك من بيتك وزيارته وتكرار الزنا معه وإجهاض جنين بريء.
واعلمي أن أهله لهم الحق في رفض زواج ابنهم بمن تزني، لنهي الشارع عن زواج الزانية، وإن كان الأولى بهم في بداية الحب أن يزوجوه ليمنعوه من الوقوع في المعاصي، لما في الحديث: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه. وقال الهيثمي إسناده صحيح.
وقد بينا في الفتوى رقم: 36807 جواز نكاح الزانيين إذا تابا.
ثم إن دعواك أنت عليه لا تثبت شيئا من زناه بك ولا أمره لك بإجهاض، اللهم إلا إذا كان ضربه إياك في الثالثة حصل بحضرة بعض الناس وشهدوا لك بذلك، فيمكن للمحاكم الشرعية أن تعاقبه عقوبة من أجهض حمل امرأة.
وكذلك لا يلزم أهله أن يقفوا معك إلا في حدود ما ثبت لك من الحق شرعا.
هذا، وننصحك بالستر على نفسك والسعي في الهجرة من الحي الذي حصلت لك فيه الفضيحة إلى حي آخر لا يعرفك أهله، وابحثي عن صديقات ملتزمات يساعدنك على الاستقامة والطاعة، وابحثي لك عن زوج صالح، واعرضي نفسك عليه بواسطة أحد محارمك أو إحدى محارمه، واحرصي على الاشتغال بتعلم الوحيين وقراءة سير السلف وقصص التائبين والتأمل في أهوال الآخرة وما يحصل فيها من وعد ووعيد.
والله أعلم.