السؤال
أنا فتاة في 25 من عمري. بعد تخرجي من الجامعة صليت صلاة الاستخارة واستقر قلبي وعقلي أن لا أعمل , مؤمنة أن الأكرم للمرأة ملازمة المنزل إن كان في استطاعتها وهي لا تعول أحدا , وعارضني كل أهلي على ذلك , ثم تقدم لي شاب على خلق ودين وأيضا صليت الآستخارة عدة مرات ومال قلبي له و وجدت الطريق ممهدا بعد صعوبات استمرت سنتين , وقبل الزفاف بشهرين توفي رحمة الله عليه وهو شاب في 29 من عمره. والآن كل من حولي يلومونني على حالي بسبب أني أستخير ربي في كل شيء . وإخوتي يقولون لي إني مخطئة بأني لم أعمل والآن لم أتزوج وكل هذا بسبب أني آمنت بأنه ما ندم من استخار. أرجو بالله عليكم أن تفيدوني برأيكم , هل أنا مخطئة في أني آثرت ملازمة البيت على العمل _ و يشهد الله_ أني فعلت هذا وأنا مؤمنة أن الأكرم لي ملازمة البيت والعبادة والصلاة خصوصا في هذا الزمن والآن بعد فترة من تخرجي من الصعب أن أوظّف؟ , وهل فعلا كما يقول لي اخوتي أن الله عاقبني لأني خالفت والدي أن لا أعمل وألزم البيت بأنه جعلني يكتب كتابي على رجل ذا خلق و دين و توفي قبل الزفاف بشهرين؟؟ أرجو منكم الرد على ما يجول بخاطري و يقلق نفسي أن أكون أغضبت الله, و جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر مما ذكرت أن مافعلت من ترك العمل هو الصواب إذا لم تكوني تحتاجين إلى العمل، أو كان يوجد في العمل محاذير شرعية فإن ذلك هو الأوفق للشرع والأليق بالطبع بالنسبة للمرأة، أما إذا لم يكن في العمل مانع شرعي فإن الإسلام لا يمنع عمل المرأة إذا ضبط بالضوابط الشرعية، ولتفاصيل ذلك نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 28006. وأما ما فعلت من الاستخارة فهو السنة، ففي البخاري عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ( ويسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ( ويسميه) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدرلي الخير حيث كان ثم رضني به. ومن فعل ذلك فلن يضيعه الله تعالى، لأنه اتبع السنة وإذا حدث له شيء ظاهره أنه شر أو مكروه.. فستكون عاقبته خيراً إن شاء الله تعالى. فلا تندمي على اتباع الشرع وفعل السنة فإن ذلك خير لك في العاجل والآجل، ولو كان الظاهر بخلاف ذلك، فلتصبرى وتحتسبي الأجر عند الله تعالى وقولي ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم: قدر وما شاء فعل، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وماشاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان. فما حدث بقضاء الله تعالى وقدره.. وأنت لم تخالفي الشرع في حق أبيك.
والله أعلم.