السؤال
أنا شاب ارتكب إثماً أخجل أن أبوح به وهو بلا شك باب هلاكي قبل أن أتزوج كنت أشاهد الأفلام والقنوات الإباحية ثم أندم وأتوب إلى الله وبعد مدة أعاود ثم أندم وكنت مرتبطاً بفتاة وأقول دائماً عندما أتزوج سأكف عن هذا الخبث، ولكن بعد ذلك واصلت ارتكاب هذه الرذيلة، والسبب في ذلك أن زوجتي لا تعرف ممارسة الجنس فهي لا تشبع رغباتي، وعندما أحاول أن أفهمها أنك حرث لي أرى علامات الاشمئزاز على وجهها، كما أنها باردة الجنس وأنا عكسها، فأطفئ غريزتي في مشاهدة هذه الأفلام، فكنت دائماً أندم على ذلك إلى أن تيقنت من أن الخلاص من هذا الحرام هو معاهدة الله، فعاهدته على عدم العودة إلى هذا الإثم، وأنا أعلم مدى خطورة عدم الوفاء بعهد الله، ولكن في لحظة ضعف تمكن مني الشيطان وخنت عهدي مع الله، وأنا نادم على ذلك، فهل لي من شيء أفعله حتى يتوب ربي علي ويغفر ذنبي، أنيروني؟ جزاكم الله عني كل الخير، وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على المسلم غض بصره عما حرم الله النظر إليه، وأن يتقي الله ولا يتعرض لمساخطه، فإن الموت يأتي فجأة، والله سائل كل إنسان عما فعله في الدنيا، قال الله تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ {الصافات:24}، وانظر حكم النظر إلى المشاهد العارية والأفلام الجنسية في الفتوى رقم: 3605، والفتوى رقم: 1256.
كما يحرم عليه أن تكون بينه وبين امرأة أجنبيه عليه أي علاقة حب أو صداقة سدا لذرائع الفساد وصيانة لأعراض الناس، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1072، 9431، 18062.
فيجب أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً، وانظر شروط التوبة النصوح في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9694، 5450، 29785.
وكون زوجتك لا تعفك ولا تشبع رغباتك، فقد يكون ذلك عقوبة من الله على تمتعك بما حرم الله عليك فحرمك اللذة الحلال، والجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان.
هذا، وإن الوفاء بالعهد مطلوب لو كان مع خلق الله، فكيف إذا كان هذا العهد مع الخالق؟! فقد ذم الله تعالى قوماً عاهدوه ثم نكثوا عهدهم، قال سبحانه: وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ* فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ* فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ {التوبة: 75-76-77}، وانظر حكم نكث العهد مع الله في الفتوى رقم: 10145.
وهذه مجموعة من النصائح والتوجيهات نسديها إليك:
1- إذا حدثتك نفسك بالنظر إلى المحرمات فتذكر أن الله يراك، قيل للجنيد: بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله أسبق من نظرك.
2- احرص على صحبة الصالحين من الشباب المستقيمين المتمسكين بالدين، فاعبد الله معهم واشهد صلاة الجماعة، وتعاون معهم على طلب العلم النافع، فكلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ومن نظره، وانظر الفتوى رقم: 7007.
3- استمع إلى الأشرطة الدينية النافعة، وخاصة شريط (توبة صادقة) للشيخ سعد البريك، و(اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله) للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، و(على الطريق) للشيخ علي القرني، وتجد هذه الأشرطة على موقع طريق الإسلام ISLAMWAY.COM
4- ادع الله كثيراً واسأله العفاف، وتحين لذلك أوقات الإجابة الفاضلة، والتزم آداب الدعاء، وانظر في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11571، 2395، 23599، 17449، 32655.
5- إن كنت قادراً مستطيعاً فتزوج امرأة أخرى مع امرأتك، فمن فضل الله على المسلمين أن أباح لهم تعدد الزوجات، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
والله أعلم.