السؤال
الحمد لله لقد من الله علي قرار عدم الاستماع للأغاني وأنا فرحة بذلك، بل أحدث الناس بأني لم أعد أسمع الأغاني، فهل الفخر بترك المعصية حرام؟
الحمد لله لقد من الله علي قرار عدم الاستماع للأغاني وأنا فرحة بذلك، بل أحدث الناس بأني لم أعد أسمع الأغاني، فهل الفخر بترك المعصية حرام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحُق لك أن تفرحي بترك معصية استماع الغناء، وبإغاظة الشيطان، قال تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {يونس:58}، وقال صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن. رواه الترمذي وأحمد.
وإن في إخبارك الناس بتوبتك اعتزازاً بدينك وثقة به، وانتماء إليه، وفيه مع ذلك دعوة لغيرك ليقتدي بك، ولقد جاء في خبر إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه بعد أن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام أراد أن يُعْلِم قريشاً بذلك، وأن لا يستتر بإسلامه كما استتر ضعفاء المسلمين، فقال عمر رضي الله عنه: أيُّ قريش أنقلُ للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، فجاءه فأخبره بإسلامه، فمشى إلى المسجد وعمر رضي الله تعالى عنه وراءه، وصرخ: يا معشر قريش ألا إن ابن الخطاب قد صبأ، فقال عمر رضي الله عنه من خلفه: (كذب) ولكني أسلمت. فقاموا، فلم يزل يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس وأعيا، فقعد وهم على رأسه، فقال: افعلوا ما بدا لكم، فلو كنا ثلاثمائة نفر تركناها لكم أو تركتموها لنا -يعني مكة-.
ولكن ينبغي لك أن تراعي أموراً منها:
أولاً: أن تنسبي الفضل في هدايتك لله وحده، فهو سبحانه يهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم.
ثانياً: أن تحمدي الله على نعمة الهداية، فإن شكر النعم مؤذن بازديادها.
ثالثاً: لا تُدِلِّي على الله بترك تلك المعصية، فإن حقيقة كونك مسلمة أن تستسلمي لأوامره سبحانه فتفعليها ولنواهيه فتجتنبيها، وهذا مقتضى العبودية لله.
رابعاً: عدم التعالي على الفساق عشاق الأغاني المحرمة وعدم احتقار أشخاصهم، بل النظر إليهم نظرة إشفاق مع العمل على إخراجهم من غفلتهم، قال الله تعالى: كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا {النساء:94}.
خامساً: اعلمي أن الواجب على ابن آدم ترك كل المحرمات وليس معصية الاستماع للأغاني المحرمة فقط، فاجتهدي في ترك كل محرم، والله يحفظك ويرعاك.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني