السؤال
لقد ضاق صدري مما أرى و أسمع فإنني لا أجد أحدا أشكو إليه همي بعد الله من أهل الحق إلا أنتم حيث إننا هنا في مصر صارت حالنا إلى حال يشبه أيام الجاهلية الأولى فقد انتشرت بيننا البدع وأمور الشرك الأصغر والأكبر من احتفالات عظيمة بالموالد والأعياد والتبرك بقبور الأولياء والصالحين وغير الصالحين من المنافقين والأفاقين والمشعوذين والدجالين فللأسف لا يوجد قرية ولا مدينة على أرض مصر إلا وبها ضريح ولي أو قبر رجل صالح يتبرك به الناس ويلجئون إليه في قضاء حوائجهم من دون الله الواحد القهار الضار النافع. كما يقام كل عام أكثر من ألف عيد من أمثال أعياد( أبو حصيرة في البحيرة وأبو الحجاج في الأقصر والفلكي في الشرقية والبدوي في طنطا والمرسي أبو العباس في الإسكندرية) وهذه مجرد نماذج صغيرة للأشخاص الذين تقام لهم أعياد ناهيك عما يحدث في هذه الموالد من بدع ومحرمات دينية وأخلاقية وكل هذا بخلاف الاحتفال الكبير بمولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بطريقة مبالغ فيها تنافي مبادىء الشريعة الإسلامية الحنيفة وتقام على أساس لم يرد في سنة الخلفاء الراشدين ولا التابعين وأيضا بخلاف الاحتفال السنوي بموالد أهل البيت رضي الله عنهم جميعا مثل مولد السيد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والدعاء عند قبورهم والتوسل إلى الله بهم والتقرب إليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وكأننا نعيش في هذه الحياة من أجل أن نحتفل ونحتفل ونحتفل بكل شيء و بأي شيء فلا يوجد أناس في هذا العالم يحتفلون مثلنا أو يستطيعون أن ينافسونا في مجال الاحتفال.
وكل هذا صغير مقارنة بما انتشر في طول البلاد وعرضها من أعمال السحر والربط والتفريق والدجل والشعوذة وأعمال الزار واللجوء إلى السحرة لتسيير أمور الحياة وحل مشاكلها وأحيانا اللجوء إلى القساوسة والرهبان في الكنائس لمهارتهم في هذا المجال فأكاد أقسم بالله أنه لا تخلو دار في قرى مصر من هذه الأمور فاعلا أو مفعولا له فإن نسبة من لهم علاقة بهذه الأمور قد تعدت 50 % من أهل مصر المحروسة (المحروسة طبعا بالشياطين والمردة والعفاريت), ومصادر معرفة الناس في هذا المجال لا تنضب من كتب السحر الأسود والأصفر والبنفسجي كما أن إخواننا من علماء المغرب العربي لم يبخلوا علينا بأي من كتب علوم السحر السفلي والعلوي والهوائي والناري وأمدونا مشكورين بكل ما نحتاج إليه لنكتب طلسما أو نعمل حجابا أو نعمل عملا أو نفك تعويذة فقد انتشرت هذه الكتب في الأسواق بين الناس وأصبح حجم تداولها لا يصدق والعياذ بالله.
كما أصبح رجال الدين أضعف وأوهن مما تتصورون فلا فتوى صريحة ترضي الله ولا نصيحة سليمة تصيب عين الداء ولا دلالة واضحة إلى الطريق السليم وإلى اتباع شرعي كامل لسنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد أصبح علماؤنا في واد و نحن في واد و سبحان الله.
فانظروا ماذا ترون وكيف تنصرون الدين وتساعدون الأمة؟
مسلم حزين.