السؤال
لقد وصلت إلى حد الضلال بشكل غير طبيعي فأنا لا أصلي منذ أكثر من 4 أشهر أكذب أزني حتى أصبحت درجة الإيمان ضعيفة في قلبي مع أنني تربيت تربية إسلامية فريدة ولكن هنا في دبي الفساد يعم كل مكان والمشكلة أنني شهواني جدا رغم أنني خاطب ولكن تحدد موعد الزفاف بعد سنتين , تخيلوا بعد سنتين لأنني غير ميسور ماديا بالشكل الذي يريدون وأنا جامعي وأعمل بمنصب رفيع المستوى في شركة عالمية ودخلي جيد , قطعت كل الأرحام منذ 6 شهور لا أعرف لماذا , أمي متوفاة منذ 4 سنوات وأحس أن زمام الأمور بدأت تفلت من يدي في كل شيء بسبب بعدي عن الله عز وجل والغريبة أنني لا أشعر بالندم رغم انغماسي بتلك الشهوات لعنها الله , ولكن أريد أن أتوب أرجع إلى الله عودة المؤمن التائب لكي أكون حبيبه فماذا أفعل ماذا أفعل , إني تائه وأريد حلا , أرجوكم لا تهملوا هذه الرسالة أنا مسلم بالفطرة وأحب الله والنبي حبا جما ولكن لماذا يحدث ذلك لا أعلم , حبي للنساء وعدم عفتي يضعني في مأزق بشكل متواصل أريد أن أبعد عنهم وأحب خطيبتي ولكن لا أعلم كيف كلما أرى امرأة أنسى كل ما يجري لي من عدم توفيق بكل أموري وأعود إلى الرذيلة والزنى , أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشرح صدرك، وأن ينور قلبك، ويلهمك رشدك، ويقيك شر الشيطان وشر نفسك. آمين.
اعلم رحمك الله أنك واقع في مجموعة من كبائر الذنوب الكفيلة بأن تردي من يقوم بها في نار جهنم إن لم يتداركه الله برحمته، فتب من الآن ما دام في العمر فسحة، واحذر فجأة الموت، فإنه يأتي بغتة، وبعده جنة نعيم أو نار جحيم ولن تصبر والله على حر جهنم. واعلم أنك بفضل الله فيك بقية من خير، وما زلت متمسكا بأصل الإيمان الذي نرجو من الله أن يزداد توهجه في قلبك فتستقيم جوارحك، فتب الآن واندم على ما فرطت في جنب الله تعالى، وأقم الصلاة على وقتها واحذر من تركها، فإن تاركها على شفا هلكة. وانظر الفتوى رقم: 6061.
واتق الله في أقوالك وأفعالك، واحذر الكذب فإنه يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، أعاذك الله منها، ولا يكون المؤمن كذابا أبدا. واحذر من قطيعة الرحم، فإن الجنة لا يدخلها قاطع رحم. وانظر الفتويين: 13912، 18350.
هذا، واجتهد في ترك العمل في دبي إن كنت لا تستطيع أن تلتزم بشرع الله تعالى، وابحث عن عمل في مكان آخر تقل فيه أساب الغواية لتحافظ على إيمانك، واستعن بالله فسيرزقك خيرا منه إذا صدقت معه، ولا تستسلم لشهواتك وغض بصرك عما حرم الله، وتعفف، واعلم أن جميع لذات الدنيا وشهواتها ينساها العبد مع أول غمسة يغمسها في نار جهنم، وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1602، 26511، 16688 واعلم أنه تجب عليك المبادرة إلى الزواج فتعف به نفسك عن الحرام، ولا عذر لك في تأخير الزواج فلا ترهق نفسك وتكلفها فوق ما تطيق من تكاليف العرس، فالأمر أهون مما تظن، وإن لم تقبل خطيبتك الحالية بالزواج السريع على أي حال فاتركها والنساء سواها كثير، واظفر بصاحبة الدين التي تعرف أن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة.
وإذا صادفت امرأة فتعفف واصرف بصرك عنها، وتذكر نظر الله إليك ومقته لمن يعصيه ويمد عينيه إلى ما ينهاه عنه، وتذكر الحور العين اللاتي ادخرهن الله لمن صبر عن شهوات الدنيا الفانية. واسأل الله تعالى أن يرزقك الهداية والعفاف وأن يعجل بزواجك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم.. وذكر منهم الناكح يريد العفاف. رواه البيهقي.
هذا، وننصحك باتخاذ رفقة صالحة من الشباب المؤمن الطاهر، فإن صحبتهم من أعظم المعينات بعد الله على الاستقامة والثبات على دينه تعالى، فاعبد الله معهم وتعاون معهم على الخير، واطلب العلم النافع، واستغفر الله وأكثر من ذكره في كل وقت، وحافظ على الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وبعد الصلوات وعند النوم، وتجدها وغيرها في كتاب حصن المسلم للقحطاني، فاجعل لك وردا من كتاب الله تعالى تقرؤه يوميا بتدبر، وذلك من أهم أسباب محبة الله تعالى لك.
هذا، وننصحك باستماع الأشرطة الدينية المسجلة وهي متوفرة بحمد الله على شبكة الإنترنت، ومن أهم ما يسمع: محاضرة بعنوان: "توبة صادقة" للشيخ سعد البريك، وشريط "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" للشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي، وشريط "جلسة على الرصيف" للشيخ سلمان العودة، وشريط "على الطريق" للشيخ علي القرني، وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 10800، 6603، 36423.
والله أعلم.