الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلف عن الجمعة بسبب الامتحان

السؤال

. عقدت كليات سانوي(Sunway) بماليزيا امتحانات أثناء الجمعة في ثلاث جمعات متتالية بدعوى وحدة الوقت في العالم في جميع كليات سانوي شرقا وغربا. السؤال كيف صلاتهم للجمعة , هل يتحنبل أو يتحنف الطلاب الشافعيون مع هؤلاء أو ماذا يفعلون؟ جزاكم الله عنا وعن الإسلام خيرا,

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الجمعة واجبة بالكتاب والسنة والإجماع على كل رجل مسلم مكلف مقيم، ولا يجوز التخلف عنها لغير عذر من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة، وهي مبينة في الفتوى رقم: 35578 وعليه، فلا يجوز لهؤلاء الطلاب التخلف عن الجمعة بسبب الامتحان، هذا إذا لم يترتب على تغيبهم عن الامتحان ضرر كبير، مثل فصلهم عن الجامعة أو غرامة شاقة أو ضياع جهدهم سنة مثلا، فإن ترتب على غيابهم مثل هذا الضرر مما هو متعلق بضياع المال فلهم أن يتخلفوا ويصلوا الظهر بدلا من الجمعة، وذلك لأن الفقهاء ذكروا من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة خوف ضياع مال له بال، وخوف الضرر في المعيشة التي يحتاجها. قال في مختصر خليل وهو مالكي: وهو يذكر الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة والجماعة: وخوف على مال. قال في التاج والإكليل: أي مال له بال ولو لغيره. انتهى. وقال في المهذب وهو شافعي المذهب: ومنها أي الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة أن يخاف ضررا في نفسه أو ماله. انتهى.

وقال سليمان بن أحمد المرداوي في الإنصاف وهو حنبلي: ومما يعذر به في ترك الجمعة والجماعة خوف الضرر في معيشة يحتاجها. انتهى.

ولا شك أن ضرر ذهاب بعض المال أخف من الأمور التي افترضنا ترتبها على المتغيب عن الامتحانات، فإن لم يترتب على غيابهم عن الامتحانات ضرر معتبر فالأصل أن حضور الجمعة واجب كما ذكرنا.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني