السؤال
أنا طالب جامعي, سنة أولى, أدرس في جامعة غير مدارة على منهج الإسلام ولا تأخذ بعين الاعتبار أوقات الصلاة والعبادات.. والصوم.أحافظ على صلواتي الخمس, بما في ذلك صلاة الصبح, تعليمي عادة يبدأ في الصباح..8..9 صباحا. أنهي تدريسي ومراجعتي للمادة في ساعات متأخرة في منتصف الليل..12...1 ليلا.وأشكو عادة من التعب والإرهاق من قلة النوم, عندما أضع رأسي على الوسادة , أعرف أنني سأنهض لصلاة الصبح, وأحيانا من كثرة انشغالي في المواضيع التعليمية المرهقة لا أستطيع النوم وأبقى على يقظة حتى الصلاة أصلي وأذهب للنوم, وأنهض ثانية بعد ساعتين أو 3 فقط, وأنتم تعرفون أن هذا لا يكفي لإنسان لأن يدير حياته بشكل سليم بهذا العدد القليل من ساعات النوم , فما بالكم بصعوبات التعليم وإرهاقه زيادة على ذلك, أحيانا أسابيع كاملة لا أستطيع الدراسة من قلة النوم,,, ولا التركيز...باختصار, مشكلتي مع صلاة الفجر , والتي أنا جدا متمسك بها من قبل دخولي الجامعة وحتى الآن, لا أعرف كيف سأعبر لكم عن سؤالي , لكن أتساءل, إذا لم أنهض, للصلاة, وأكسب ساعات نوم جدا مهمة , سأواصل تعليمي بتركيز ونشاط وعدم التشاؤم والتفكير الزائد...وعندما أجلس مع نفسي في أوقات التعب والإرهاق وصداع الرأس, أتساءل, ما العمل, أرجئ الصلاة لساعات الصبح المتأخرة, لا أستطيع أكثر من ذلك, فإن هذا فوق طاقتي بكثير... ولكن أهاب الله وأقول الصلاة أهم, ومن جهه أخرى أقول لكن الصلاة في الفجر تأثر بشكل "سلبي" إن صح القول على تعاملاتي ودراستي في الغد.....من فضلكم أنقذوني, هذه المشكلة دامت لسنة, وأنا مرهق جدا ؟ وأرجوكم أن تأخذوا كل شيء بالاعتبار,, وأن تفيدوني, أفادني وإياكم الله !!
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي الكريم أن أعظم أسباب النجاح في الدنيا والآخرة هو تحقيق مرضاة الله وطاعته، ولزوم الاستقامة في الأقوال والأفعال، والبعد عن المحرمات والآثام، وكم من مستقيم ثابت على الطاعات ومن أهمها المحافظة على صلاة الفجر حصل في وقت يسير أضعاف ما يحصله غيره في وقت أطول، وهذا مشاهد ومعروف، وهو ثمرة من ثمرات الطاعة، فإن الله مع المتقين والمحسنين والصالحين، ومن كان الله معه فهو مسدد موفق، يبارك له في وقته وفي فهمه، وتدبرأخي الكريم هذا الحديث الذي رواه مسلم عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله. فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جنهم. فالذي يصلي الفجر هو في حماية الله ورعايته ويحس بنشاط وطيب نفس، والذي يفرط فيها تائه يتخبطه الشيطان والهوى ويكابد الكآبة والضيق، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى وجلاه بقوله عليه الصلاة والسلام: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطا طيب النفس؛ وإلا أصبح خبيث النفس كسلان. متفق عليه. وهذا لفظ البخاري.
وعليه.. فلا تفرط في صلاة الفجر وتؤخرها بل ينبغي أن تبادر إلى القيام بها محتسبا ما عند الله من الرضى والثواب، والوقت الذي يمكنك أن تصليها فيه وقت قليل ولكن الشيطان حريص في أن يجعل سبب المشكلة هي الصلاة.
وننصحك أن تعطي كل ذي حق حقه، فلنفسك عليك حق ولا بد أن تعطيها إياه ومنه النوم الكافي الذي يجعلك تسير أمورك تسييرا صحيحا، ولا تقلل منه إقلالا يؤدي بك إلى الضرر والانقطاع، وحاول أن تنهي المذاكرة بأقرب وقت ممكن وتحرص على المذاكرة في أوقات أخرى حسب الإمكان في غير الليل، وقبل كل شيء استعن بالله وتوكل عليه وفوض أمرك إليه فمن توكل على الله فهو حسبه أي كافيه وحافظه وناصره، فلا تجعل الصلاة هي المشكلة بل اجعلها هي الحل للمشكلة. نسأل الله جل وعلا أن يثبتك على طاعته ويبارك لك في وقتك وعلمك وعملك إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
والله أعلم.