السؤال
ما هو رأي الدين في امرأة زوجها مقصر في جميع حقوقها وهي مطالبة بطاعته كزوج علماً بأن الزواج عمره 35 سنة وهي صابرة مرة تحتسب ومرة لا تستطيع أخرجت له أبناء صالحين للمجتمع تربية وتعليماً وأخلاقاً وتفوقاً وقامت بتزويج اثنين منهم والثالث في المرحلة الجامعية .. تشعر بأنها غير قادرة على العطاء أكثر أو التسامح وتقريباً هنالك قطيعة بين الطرفين لسنين { لا أود أن أتطرق لموضوع المعاشرة لأنها الآن لا تعني لي شيئاً وانا في هذه السن } أفتوني أفادكم الله فأنا الآن في أهم مراحل حياتي وهي التقرب أكثر وأكثر إلى الله سبحانه وتعالى .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت أن من أفضل ما تتقرب به المرأة إلى ربها عز وجل طاعة زوجها وحسن التبعل له، أخرج أحمد في المسند عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذ صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. وقال صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق. رواه أبو داود وصححه الألباني. ولاشك أن من كان هذا منزلته لا تجوز قطيعته لأنه إذا كان ذلك ممنوعا في عامة الناس فهو في حق الزوج أشد وأعظم حرمة لما في ذلك من إهمال حقوقه التي أوجب الله تعالى له، والتي من أهمها حقه في الاستمتاع، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح. فعليك أيتها الأخت الفاضلة بالمبادرة إلى التوبة من هذه القطيعة إذا كنت أنت السبب فيها، ولتحاولي حل كل الخلافات مع زوجك بأسلوب فيه لين ورفق فذلك أحسن لحالكما خاصة أن العشرة بينكما قد دامت هذه المدة الطويلة. فإن كان الزوج مقصرا في حقوقك كما ذكرت فالأولى مسامحته والصبر عليه ومناصحته إذا لم يترتب على ذلك ضرر بك، ولو استدعى توسيط الأبناء والعقلاء من أسرتيكما وكل من له جاه مقبول عنده فلا حرج، لكن إذا لم تستطيعي الصبر فلك رفع الأمر إلى القاضي لرفع الضرر عنك، وإن كان لا ينبغي أن يلجأ إلى ذلك إلا إذا لم يجد غيره من نصح.
والله أعلم.