السؤال
اعتقد أن مشكلتي هي فريدة من نوعها ولا يوجد لها حل وهي الخوف الشديد المرضي من الإناث أو أي شيء يتعلق بالجنس بجميع أنواعه بما في ذلك التحدث المباشر عنه أو ذكر موضوع الزواج أو الخروج مع صديقة إلخ....... ففي بعض الأحيان وأثناء الحديث مع الفتيات أو الحديث عن الجنس أصاب بالخجل وأحاول التهرب ولا أستطيع الاستمرار، وكنت أحاول أن أكسر هذا الخوف فكنت أحاول التعرف على فتيات لقصد الزواج، ولكن حين يحين موعد اللقاء وقبل الخروج من المنزل تنتابني نوبة هلع شديدة يصحبها غثيان وألم بالمعدة وبعض الأعراض الأخرى تنتهي بالهروب وقد سببت لي هذه المشكلة العديد من المشاكل الاجتماعية وأصبحت أميل إلى العزلة وعدم حضور المناسبات الاجتماعية وبالذات مناسبات الزواج.. مع العلم بأني لست شاذا جنسيا ولا أميل إلى الذكور ولا أعاني من أي مشاكل صحية أخرى والانتصاب عندي طبيعي.. ولنسيان هذه المشكلة والهروب منها أعمل من الصبح حتى الليل، ولكن هذا ليس بحل فالعمر يمر وأصبحت أكره نفسي وفقدت الأمل والحالة تزداد سوءا يوم بعد يوم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الخوف الشديد من الزواج ومن إثارة الموضوعات المرتبطة به، وكذلك الإصابة بأمراض عضوية في البدن عند السعي في طلبه، هو أمر مرضي وغير طبيعي، ولذلك ينبغي أن تعرض حالتك على طبيب مختص بالصحة النفسية، ويمكنك الانتفاع بالنصائح التي في الفتوى رقم: 16790، والفتوى رقم: 46295.
ولكن ينبغي التنبه إلى أنك وقعت في بعض المخالفات الشرعية عندما حاولت إقامة علاقة مع بعض الفتيات، فإن الإسلام حرم أي علاقة خارج إطار الزواج الشرعي، وحرم كذلك كل أسباب الفاحشة التي تؤدي إليها، فحرم الخلوة بين الجنسين، وحرم الاختلاط بينهما إذا لم ينضبط بالضوابط الشرعية، وأمر بغض البصر بين الطرفين، وحرم المصافحة باليد بينهما كل ذلك حماية لدين الناس وأعراضهم، وانظر أدلة ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60926، 1769، 28829، 33115، 41216، 58132. هذا ولعل فيما ابتليت به من اضطراب عند التعامل مع النساء من غير محارمك عقوبة لك من الله على تجاوزك لحدك لكي تنتبه وتثوب إلى رشدك وتتوب إلى الله وتدع ذلك.
والله أعلم.