السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
لي خال يعاملني معامله الأب لابنه وقد تكلمت مع ابنته دون علمه على أن أتزوجها بعد انتهاء دراستي الجامعية ولم أكثر في هذا الحديث عن هذا الطلب فقالت إن هناك من يرغب فيها قبلي..فتركتها وذهبت إلى ابنة عمتي وعرضت عليها نفس الحديث وبدون علم أهلها أيضا فقالت اترك هذا الكلام حتى تنتهي من دراستك ولكن لسان حالها يخبر بالقبول..لكن بعد عام أخبرتني ابنة خالي أنها وافقت على طلبي...والآن خالي يعاملني كأنه عرف طلبي وكذلك عمتي وكل منهم يوحي لي أننى لو تقدمت لابنته سيوافق..وأنا أريد إحداهما بشرع الله ولكن ما الطريق إلى ذلك وها أنا قد انتهيت من دراستي فبم تنصحونني في الله وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمعايير التي تختار لها المرأة في الزواج قد وردت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فمعيار الدين مقدم على كل المعايير، فإذا كانت إحدى الفتاتين ذات دين والأخرى ليست كذلك أو أقل منها فتقدم الأولى لدينها امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم :... فاظفر بذات الدين تربت يداك".
وإن تساوتا في الدين ، فتقدم الأجمل حيث إن الجمال أحد المعايير المعتبرة شرعا وعقلا وحسا في اختيار شريكة الحياة، أخرج أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره. قال السندي عند شرح الحديث: إذا نظر لحسنها ظاهرا أو لحسن أخلاقها باطنا. وقال ابن قدامة : ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه، وأغض لبصره، وأكمل لمودته. ولذلك شرع النظر قبل النكاح.
فإن كن في الجمال سواء فينظر في بقية الصفات الواردة في الحديث .
وعليك بالاستخارة وباستشارة أهل المعرفة، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى التالية : 43596، ، 30491، 54098.
والله أعلم.