السؤال
عندي قريب لي متزوج من امرأة أجنبية وهو يقول إنها قد أسلمت مع العلم أنها لا تصلي ولا تصوم ولا تفعل شيئا من فرائض الإسلام على الإطلاق فهل هي مسلمة وقريبي يسكن في دولة أوروبية وله ولدان عمر الأول 12 والثاني 9 سنوات وهو لم يقم بتعليمهم اللغة العربية ولم يعلمهم أي شيء عن الإسلام فهل يحاسب عنهم لأنه أبوهم وهو يعرف أن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح لأنهم إن كبروا فهم لا يعرفون لغة القرآن ولا أحكام أو فرائض الإسلام وهذا القريب لي لا يصلي ولا يصوم ويقول إن قلبه طيب وهو يساعد المساكين وهو يريد أن يصلي في المستقبل ويقول الله يهدينا ويقول إن قبل صلاته يجب أن يكون علاقته بعائلته جيدة وأن يبتعد عن أعمال المحرمات ومن ثم يريد أن يصلي ويبدأ صفحة جديدة في الحياة مع العلم أنني أناقشه وأدعوه بشكل دائم إلى الصلاة ومنذ 7 سنوات ولكنه يؤجلها حتى الآن فما هو الحل مع العلم أنني أعمل المستحيل على أن أرجعه إلى الطريق الصحيح ولكن دون جدوى فما حكم هذا الإنسان.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العيش في بلاد الكفر يكتنفه كثير من المخاطر على دين المرء ودين أبنائه، ويزداد الأمر سوءاً إذا تزوج من أهل تلك البلاد من غير المسلمين، وقد سبق لنا فتاوى في التحذير من هذا الأمر نحيل على بعضها: 2007 ،41449 ، 8328
أما عن سؤال الأخ عن هذه المرأة وهل هي مسلمة في حين أنها لا تصلي ولا تصوم ولا تفعل شيئا من فرائض الاسلام؟ فالجواب أن مجرد النطق بالشهادتين مع التولي عن العمل وعدم الانقياد لأحكام الإسلام لا يصير به الإنسان مسلما، ويراجع تفصيل ذلك في الفتاوى التالية : 12517 ، 54607. ولا شك أن هذا الأب مسؤل عن أبنائه وعن تعليمهم ما يجب عليهم من أحكام دينهم من صلاة وصيام وطهارة، وتراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 34081 ، 30149 ،27510.
وهذا الرجل على خطر عظيم بتركه للصلاة والصيام لأنهما أركان الإسلام ودعائمه التي يقوم عليها، فلا إسلام بلا صلاة. وقوله: إنه سيصلي في المستقبل، وأنه لا بد قبل أن يصلي من ترك المحرمات وأن تكون علاقته بعائلته جيدة، فهذا تسويف وأعذار يلقيها الشيطان على الإنسان ليصده بها عن الصلاة حتى يفوته الوقت ويهجم عليه الموت وهو على هذه الحال.
وأما الأخ السائل فنشكره على اجتهاده في دعوة هذا الرجل وإصراره على هدايته، ونقول له: استمر في دعوته ولا تيأس، فإنه إن كتب الله عز وجل له الهداية على يديك فسوف تنال أجرا عظيما، وربما أثر على زوجته وأبنائه فيكون كل هؤلاء في ميزان حسناتك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لأن يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. رواه مسلم.
والله أعلم