السؤال
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز (والسابقون السابقون أولئك المقربون)، ما السبيل للوصول لهذه المنزلة، مع الاختلاط مع الناس ومزاولة أعمال الحياة المختلفة يقع المسلم في الأخطاء والزلات إما بسبب الجهل أو النسيان أو ضعف استشعار التوبة والخشية، ما السبيل للتخلص من هذه الانحرافات والثبات على الطهر والنقاء والاستقامة وتقوى الله حق تقاته حتى الممات؟ وجزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم(أرجو عدم الإحالة).
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فللوصول إلى درجة السابقين المقربين لا بد للعبد من الاستقامة على دين الله بترك ما حرمه ونهى عنه، وفعل ما أوجبه وأمر به، قال صلى الله عليه وسلم: اتق المحارم تكن أعبد الناس. رواه الترمذي، وقال الله تعالى -كما في الحديث القدسي: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.... رواه البخاري.
هذا وإن للاستقامة على أمر الله أسباباً، منها: مجاهدة النفس وكفها علن المعاصي ومحاسبتها على تفريطها، ومراقبة الله تعالى واستشعار قربه ونظره، وانظر الفتوى رقم: 58477.
وكذلك كثرة الاستغفار والتوبة النصوح، وانظر شروط التوبة النصوح في الفتوى رقم: 9694، والفتوى رقم: 5450.
واعلم أن من أعظم أسباب الاستقامة والثبات على دين الله اتخاذ رفقة صالحة من الشباب المؤمنين المتوضئين، ففتش عنهم، وانخرط في سلكهم واعبد الله معهم واشترك معهم في طلب العلم النافع، فإن إخوان الصدق يتفقدون حالك، فيذكروك إذا غفلت ويعينوك على الخير إن ذكرت، وإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
هذا وللعروج في درجات المعالي لنيل درجة السابقين المقربين ينبغي أن تقوي صلتك بالله، فتكثر من دعائه، وتؤدي النوافل بعد الفرائض، وتجعل لك ورداً من كتابه سبحانه تقرؤه بتدبر وتأمل، وتذكره كثيراً في كل أحوالك، وتحافظ على الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وعند النوم وبعد الصلوات ونحو ذلك، وهي مجموعة مع غيرها من الأذكار في كتاب (حصن المسلم) للقحطاني، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 21032، 45849، 17666.
والله أعلم.