الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم

السؤال

ما الفرق بين الشيطان، وإبليس، والجن, وكيف سيعرفون أننا سنفعل كذا وكذا، ثم يلهوننا عنه، وكيف لهم أن يتحكموا في أحلامنا؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإبليس هو الشيطان الأكبر الذي أُمِرَ بالسجود لآدم فأبى واستكبر وكان من الكافرين، فحقت عليه اللعنة إلى يوم الدين. وله ذرية ونسل من صلبه على الراجح من أقوال العلماء، والجن منهم المؤمن ومنهم الكافر، ومنهم البر ومنهم الفاجر، ومن خبث منهم وتمرد وعتا، فهو شيطان. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 16265، والفتوى رقم: 21092. والشيطان لا يعرف ما سيفعله الإنسان لأن ذلك من الغيب، ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 47080.

والشيطان عدو لابن آدم متربص به وهو يجري منه مجرى الدم، فقد روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وهو واضع خطمه على قلب الإنسان يوسوس له ويشغله عن العبادة والذكر.

وهو مع ذلك ليس متحكما فيه ولا في أحلامه، بل يضعف ويخنس كلما سمع ذكر الله، وينشط إذا نسي العبد الذكر، ففي الحديث الشريف: إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله تعالى خنس، وإن نسي الله التقم قلبه. أخرجه أبو يعلى في مسنده، والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أنس رضي الله عنه، فعلى المسلم الاعتصام بذكر الله ليحصنه من الشيطان ووساوسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني