السؤال
أرجوكم أفيدوني هل يجوز إتمام الزواج مع الخطيب رغم أننا مارسنا بعض الممارسات المحرمة وإن كانت لم تصل إلى حد فض غشاء البكارة، هل يعتبر هذا الأمر حراما ولا يجوز أقصد هنا استكمال الزواج رغم ما كان بيننا وكيف السبيل لنظافة النفس والتقرب إلى الله ليغفر لكلينا ما كان ويشهد الله أننا كنا دائما نفعلها ولكن يقتلنا ضميرنا عندما نستفيق من دوامة الشيطان والنفس الدنيئة، وللعلم نحن نعتبر محترمين جدا في إطارنا الاجتماعي وفعلنا هذه الممارسات الحقيرة في ستر من الله ويغلبنا الهم أننا رغم رحمة الله بنا لم يكشف هذا الأمر لأحد إلا أننا كنا نزاوله بكل فسق ولم نلتفت لستر الله وحكمته، وفي اعتقادي لو لا لطف الله ورضى الوالدين ودعائنا الدائم بترك المعاصي لكنا كشفنا وانتهت حياتنا وانتهى احترام وتقدير الناس لنا، أرجوكم كيف السبيل لتنظيف أنفسنا والعودة لبناء أسرة متدينة يحبها الله ورسوله وهل نستمر بعلاقتنا ونتم الخطوات نحو الحلال أم أن استمرارها يعد أمر لا يجوز نتيجة ما كان بيننا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الخطوبة لا تبيح للخاطب شيئا مما كان حراماً سوى رؤية المخطوبة عند إرادة خطبتها ثم تعود كما كانت أجنبية كبقية النساء الأجنبيات، ولذا يجب على هذين الخطيبين التوبة إلى الله من هذه المعاصي، وإذا تابا فلا حرج عليهما من إتمام الزواج.
وأما بخصوص السؤال الثاني عن كيفية تطهير النفس وتزكيتها والتقرب إلى الله فهذا موضوع طويل وقد ألفت فيه مؤلفات، وننصح بزيارة قسم (تزكية وأخلاق) في موقعنا ففيه عدد من المقالات النافعة، وتزكية النفس ذات شقين:
الأول: تطهيري: يعمل أولاً على معالجة الصفات السلبية لدى الشخص وتيسير سبل معالجة الخطيئة والتوبة منها وإصلاح الآثار الناجمة عن الخطايا، ثم يسعى -في تدابير وقائية- إلى تزويد النفس بالقيم الموجهة والضابطة للسلوك، ويتمثل ذلك في تأكيد الإسلام على (التقوى) وتجنب ما يؤدي إلى سقوط النفس وانحرافها، فعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.
الثاني: نمائي: وهو بناء صفات إيجابية في النفس بشكل مستمر والتزكية هنا في بعدها التنموي تعمل على تنمية الشخصية الإنسانية بثروة من القيم الحافزة إلى الخير، وتحقق الغنى الحقيقي للنفس، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس.
فالتزكية لا تقف عند حد تخليص النفس من عيوبها وذنوبها بل تهدف إلى إيجاد شخصية متنامية وفعالة ومنتجة لا تجمد عند حال: وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا {الكهف:24}.
والله أعلم.