الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العزم على عدم الرجوع إلى المعصية من شروط التوبة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم ، في البداية // أشكر الإخوة القائمين على هذا الموقع الطيب والذي أسأل الله من خلاله أن يهدي به ضال المسلمين، إخواني : إن الله عز وجل قد وهب لي نعمة . . قد أنعم الله بها على كثير من خلقه لكن يودع الله هذه النعم في خلقه . . ويهديهم طريقين طريق الخير وطريق الشر إخواني من يعينني على استخدام موهبتي في الخير؟؟؟ قبـــل أن أعود لما كنت عليه من الضلال والانحراف فقد كنت أقيم الحفلات الغنائية وبعض الجلسات الشبابية بالغناء ولكن خففت من هذه لحفلات والجلسات كثيراً كثيراً إلى أن وصل الأمر في هذه الأيام أني أحضر مرة واحدة في الشهر أو مرتين، وحضوري ليس برغبة منّي بل من إلحاح المعجيبن والأصدقاء وأنا أود أن أحوّل مجالي السيئ إلى مجال الإنشاد الإسلامي لعلي أجد منكم من يعينني على سلوك الطريق الصحيح بإذن الله وجزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على الأخ السائل أن يحمد الله تعالى أن هداه إلى الرجوع إلى الطريق الصحيح، طريق التوبة إلى الله تعالى، وبصره بشؤم المعاصي وسوء عاقبتها، لذلك فإن عليه أن يكمل توبته بمقاطعة هذه المجالس وأهلها، وكذلك الأصدقاء الذين يحاولون إرجاعه إلى هذه المنكرات، لأن الأغاني المحرمة والاستماع إليها مما حرمه الله ورسوله، ولبيان خطورة هذه الأغاني طالع الفتوى رقم: 5282 وليعلم أن الله أمر عباده بالتوبة والإنابة إليه وحثهم على ذلك ورغبهم فيه، فمن جملة ذلك قوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ {الزمر 53-54} وقال: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة: 222} وقد تضافرت دلائل الكتاب والسنة على وجوب التوبة إلى الله ولزوم المبادرة إليها، وأجمع على ذلك أئمة الإسلام، ومن شروط التوبة الإخلاص والإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم الرجوع إلى الذنب، واعلم أن المرء قد تعاجله المنية وهو لم يتب بعد، لذا فإننا ننصح الأخ السائل بالتوبة إلى الله تعالى ويستعمل موهبته في تعلم القرآن والفقه في الدين والدعوة إلى الله، كما ننصحه بمصاحبة الصالحين، ولبيان حكم الأناشيد الإسلامية طالع الفتوى رقم: 20136.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني