السؤال
سألتكم لأكثر من مرة وأرجو أن يصلني ردكم هذه المرة، أنا حائر فى ما يحدث لي وهو يتعلق بالخشوع فى الصلاة كنت أبكي عند قراءة القرآن أو الدخول في الصلاة، وكنت أحب نفسي لذلك، ولكن فجأة ودون سابق إنذار انقطع عني هذا، فلا خشوع فى الصلاة ولا تدبر في القرآن ،اعتقدت أنى موسوس والعياذ بالله ولكني استبعدت ذلك، لأني مقيم للصلاة مواظب على القرآن، ولا أذكر أنى ارتكبت كبيرة وأنا والحمد لله مستقيم منذ ولدت ولكن أنا أدرس فى جامعة مختلطة، وقد نقع في الحديث مع الفتيات أو الغيبة أحيانا لكن سرعان ما نتذكر فإذا نحن مبصرون ولا أفوت صلاة جماعة أبداً وأحث معارفي على الخير بأنواعه، أفيدوني أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الذنوب والمعاصي من أسباب الحرمان من الخير، ولها آثار خبيثة منها: حرمان لذة العبادة وعدم الشوق إلى الله، ووحشة يجدها العبد بينه وبين ربه، وبينه وبين الناس، وبينه وبين نفسه!!
وإن من جملة المعاصي الاختلاط غير المنضبط بين الشباب والفتيات على مقاعد الدراسة وإطلاق البصر بينهما، والكلام لغير حاجة بينهما، بل قد يصل الأمر إلى المضاحكة والممازحة والمصافحة بالأيدي بينهما، وكل ذلك حرام ويسخط الله جل في علاه.
وكذلك من جملة المعاصي الغيبة وأكل لحوم الناس، وقد عدها بعض العلماء -وهو الإمام الهيتمي- من كبائر الذنوب.
وعلى ذلك.. فإن الواجب عليك المسارعة بالتوبة إلى الله قبل فوات الأوان وعقد العزم على عدم العودة لهذه الذنوب أبداً، والندم على ما فرطت في جنب الله، عندئذ ستجد لذة العبادة التي كنت تتذوقها من قبل.
وأما البكاء أثناء قراءة القرآن أو الصلاة فقد يأتي وقد لا يأتي، ولك أن تتباكى وتجلب الدمع، والأولى الانشغال بتدبر القرآن، فقد قال الله تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {محمد:24}، وقال أيضاً: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ {ص:29}، وقال تعالى: أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {النساء:82}.
وإن مما يعينك على التدبر والخشوع، قراءة تفسير مختصر للقرآن الكريم مع سؤال الله بذل وإلحاح أن يرزقك الخشوع في الصلاة وتدبر كلامه سبحانه، وللفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60926، 58132، 5310، 9525، 3087، 26952.
والله أعلم.