السؤال
أحمد الله تعالى وأشكره وأتمنى أن أجد جوابا شافيا لسؤالي وهو كيف يمكنني أن أتعامل مع الموقف التالي :
زوجي يعمل بدولة عربية منذ عشر سنوات يأتي يزورنا كل عطلة صيفية لكن في الأعوام الأربع الأخيرة يحمل في متاع سفره قنينات من الخمر ويدخل بها للبيت وعندما تفرغ يشرع في اقنتاء الخمر من الأسواق الممتازة التي توجد ببلدنا العربي المسلم!!! كيف أتعامل مع هذا الموقف؟ مع العلم أنني زوجة ملتزمة ومحافظة على كيان أسرتي وأم لابن واحد يبلغ من العمر 11 سنة . لقد عانيت الكثير بسبب تصرفات زوجي المخجلة وخصوصا عندما تحجبت والحمد لله بحيث كلما نصحته لكي يتخلى عن تناول الخمر يكون جوابه : " سأفعل عندما أعود إلى بلدي ، إن الغربة والبعد عن أهلي هما اللذان يدفعاني لهذا" زيادة على ذلك فإنه تغير حتى في أسلوب معاملته وكلامه حيث إنه أصبحت لديه علاقات مشبوهة مع رفاق سوء ومومسات ...(أطلب له العفو والهداية،) إنني أصبت بمرض الأعصاب وأنا الآن أتعالج باللجوء إلى الله تعالى وكتابه الحكيم وسنة رسوله الأمين و أخذ الأدوية ولكن لولا رحمة الله تعالى لأصبت بالجنون. إخوتي في الإسلام أفيدوني جزاكم الله خيرا هل أترك بيتي وأذهب عند أهلي؟ أم ألقي بتلك المحرمات في القمامة؟ ماذا عساي أفعل
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء ولزوجك الهداية، ثم إن على زوجك أن يتقي الله تعالى ويدع شرب الخمر فهي أم الخبائث وسبب لغياب العقل، وسبيل لضياع المال، ومضرة بالصحة، وقد وهب الإنسان ذلك ليستخدمه فيما ينفعه ويقربه إلى ربه جل وعلا، وليتذكر زوجك أن الله تعالى سائله يوم القيامة كما في حديث أبي بردة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن عمله فيم فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه. رواه الترمذي وصححه الألباني.
ومما يردع المسلم عن شرب الخمر الوعيد الذي توعد به شاربها في الدنيا والآخرة، ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن على الله عهدا لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال، قالوا وما طينة الخبال قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار.
ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 6500
فعلى زوجك أن يبادر بالتوبة قبل أن يأتيه الأجل وهو يشرب الخمر ومصر على تلك العلاقات الآثمة.
وعليك أنت بذل النصح له وتخويفه عذاب الله تعالى إذا لم يتب، ولا بأس بأن تستعيني على ذلك بالأشرطة والكتيبات المشتملة على بيان حرمة تلك المخالفات، وإن رأيت أن لإلقاء تلك الزجاجات في القمامة فائدة بحيث لا يلحقك بذلك ضرر من طرف الزوج فافعلي، فإن لم يفد النصح في هذا الزوج وتمادى في عصيانه فلك تهديده بطلب الطلاق.
والله أعلم.