السؤال
قال الله تعالى" و مكروا و مكر الله" فما الفرق بين مكرهم و مكر الله سبحانه و تعالى؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من الفروق بين مكر الله ومكر هؤلاء أن مكر الله صفة مدح في حقه سبحانه وتعالى وذلك أنه بكمال علمه وقدرته وحسن تدبيره لا ينطلي عليه خداع ومكر الماكرين ولا تخفى عليه حيلهم وأكاذيبهم وهو سبحانه وتعالى قادر على إيقاع البأس بهم من حيث لا يشعرون، وعلى إفشال خططهم التي دبروها، وقد ذكر ابن القيم في إغاثة اللهفان عند كلامه على كيد الله ليوسف في أخذ أخيه أن الله سبحانه نسب ذلك الكيد لنفسه بقوله: كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ {يوسف: 76}. قال بن القيم: وهو سبحانه ينسب إلى نفسه أحسن هذه المعاني وما هو منها حكمة وصواب وجزاء للمسيء وذلك غاية العدل والحق كقوله: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً *وَأَكِيدُ كَيْداً . وقوله: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ . وقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ . وقوله: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ . وقوله: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ، فهذا منه سبحانه في أعلى مراتب الحسن وإن كان من العبد قبيحا سيئا لأنه ظالم فيه وموقعه بمن لا يستحقه، والرب تعالى عادل فيه موقعه بأهله ومن يستحقه.. وراجع للزيادة في الموضوع الفتوى رقم: 59862. وراجع تفسير الطبري وابن كثير عند قوله تعالى: الله يستهزئ بهم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني