السؤال
أنا شاب عمري 17 أنا لا أصلي بعض الأوقات وأنا أحس أني مسجون في زنزانة والناس الذين هم حولي لا يحبوني ،وأنا كل ما أذهب في مكان لا أوفق وأنا أريد أن أتوب فماذا أفعل لكي أكون تائبا إلى الله وأكون محبوبا عند الناس وأنا عندي سيارة وهي التي أفسدتني وأنا كنت من أكثر الطلاب اجتهادا فسقطت بسبب السيارة وأنا الآن أفكر في الشغل وأترك المدرسة فماذا تنصحوني
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشرح صدرك وينور قلبك ويكفيك شر الشيطان وشر نفسك. آمين.
ثم اعلم أيها الأخ الكريم أن ما ذكرت من شعور بالوحشة بينك وبين نفسك وبالوحشة بينك وبين الناس ومن عدم توفيقك في أعمالك وتعسير أمورك عليك كل ذلك هو من آثار الذنوب والمعاصي.
فإن التارك لأمر الله تعالى الوالغ فيما حرم سبحانه لا تعرف السعادة إلى قلبه طريقا، ولا يطمئن قلبه بل تضطرب حياته ويشعر بالضيق وكأنه في سجن مهما أوتي من أسباب السعادة المادية، فإن الحياة بغير الله سراب، قال الحسن البصري عن أصحاب الذنوب والمعاصي: إنهم وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال إن ذل المعصية لفي قلوبهم أبى الله عز وجل إلا أن يذل من عصاه.
فبادر أخي الكريم بالتوبة إلى الله من ترك الصلاة وسائر الذنوب من قبل أن يدهمك الموت فتندم ولا ينفعك الندم حينئذ.
واعلم أن تارك الصلاة تكاسلا عنها وانشغالا بغيرها قد اختلف العلماء في حكمه، فمنهم من قال هو كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة، وإذا مات حشر مع فرعون وهامان وأبي بن خلف، ومنهم من قال بل هو كافر كفرا أصغر ومرتكب لكبيرة من أعظم الكبائر، فهل ترضى أيها الأخ الكريم أن يختلف العلماء في شأنك؟ وانظر الفتوى رقم: 6061
هذا، وإن كنت تبحث عن رضا الناس عنك ومحبتهم إليك فاعلم أن ذلك لن تدركه إلا إذا أحبك الله تعالى ورضي عنك، فاجعل الله أكبر همك وغاية مطلوبك، فقد قال صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض. رواه البخاري ومسلم
واعلم أنه للمحافظة على توبتك لا بد من ترك أسباب الفساد والانحراف، وسيارتك ينبغي أن تكون سببا معينا لك على الطاعة، فاستخدمها فيما ينفعك، وإن كان بقاؤها سيؤدي بك إلى فعل الحرام وصحبة الفساق والغفلة عن الله فاتركها، واعلم أن من ترك شيئا لله فسيعوضه الله خيرا منه.
هذا وننصحك باتخاذ رفقة صالحة من الشباب المتمسك بدين الله، فإن صحبتهم من أعظم أسباب الاستقامة على أمر الله تعالى بعد عونه سبحانه، فاطلب معهم العلم النافع وتعاون معهم على الخير، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. وأكثر استماع الأشرطة الإسلامية فإنها نافعة جدا.
ولمزيد فائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10800، 1208، 16610، 12744، 21743.
وبالنسبة لإكمالك للدراسة النظامية أو انقطاعك عنها والبحث عن عمل فلا نستطيع أن نعطيك قولا لعدم معرفتنا بأوضاعك الخاصة، وبإمكانك استشارة العقلاء من أقربائك فإنهم أعلم منا بأحوالك، واستخر الله قبل كل عمل.
والله أعلم.