السؤال
أود أن أسأل هل توجد فتوى عن آداب الزيارة, والسؤال هنا بالتحديد هو إذا تمت دعوتي من شخص ذاهب إلى مناسبة ما ولكن هذا الشخص ليس هو صاحب المناسبة بل هو مجرد ضيف في تلك المناسبة وحجته في تقديم الدعوة لي أنه ذو علاقة قوية مع صاحب الدعوة، مع العلم أيضاً بأنني أعرف صاحب المناسبة ولكن فضلت عدم الذهاب لعدم إحراج صاحب المناسبة وإحراج نفسي، فلست أدري إذا كان هناك نص في القرآن أو السنة عن هذا الموضوع أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من آداب زيارة الإخوان أن تكون بعد الاستئذان وفي الأوقات المناسبة، وقد أشارت الآية الكريمة إلى ذلك، فقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ {النور:27-28}.
وقد أشارت آية أخرى إلى أوقات غير مناسبة ووصفتها بأنها أوقات عورة وأن على الخاصة أن يستأذنوا فيها وأحرى غيرهم، فقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لكم.. {النور:58}.
وأما الذهاب إلى المناسبات من غير دعوة خاصة فلا ينبغي إلا إذا كانت الدعوة عامة، أو اقتضى العرف ذلك، فمن غير المناسب أن يأتي المسلم إلى مناسبة أو مكان يُحتاج فيه إلى الدعوة وهو لم يُدع إليه، وإن فعل ذلك فإن عليه أن يستأذن عند الباب قبل الدخول، فقد روى مسلم في صحيحه: أن رجلاً من الأنصار دعا النبي صلى الله عليه وسلم خامس خمسة من أصحابه إلى طعام، فجاء معهم رجل آخر، فلما بلغ الباب قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا اتبعنا فإن شئت أن تأذن له وإن شئت رجع؟ قال: لا؛ بل آذن له يا رسول الله.
والله أعلم.