الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصراع بين النفس الأمارة بالسوء والقلب المحب للخير

السؤال

أنا مسلم أعمل في شركة مالية. لدي من الخبره ما يؤهلني للعمل في أي بنك بضعفي الراتب الذي أتقضاة الآن. عملت في أحد البنوك{ بعد التخرج من الجامعه مباشرة} لمدة 5 سنوات, استقلت و قررت بعدها عدم العودة إليها قدر استطاعتي. بين الحين و الآخر أحصل على عروض خيالية للعمل في البنوك. من الداخل أنا أرغب بذلك فقط لتحسين وضعي المالي و لكن في نفس الوقت أذكر الله فأرفضها نهائيــا. هل هذا الاختلاف بين رغبتي و الامتثال لأوامرلله يعد من النفاق؟ و هل إعلام أصدقائي بحالي يعد أيضا من النفاق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله الذي رزقك نفساً تقوى على مقاومة الشهوات وحب الدنيا والمال ، فإن القليل من النفوس هو الذي يتحمل ذلك ويقدر على مقاومته .

فلتحمد الله تعالى على هذه النعمة فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين . رواه أحمد وغيره

وامتن الله على عباده المؤمنين بذلك فقال: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ {الحجرات: 7 } ومعارضة النفس الأمارة بالسوء لما استقر عليه قلب المرء من حب الخير لا يُعد رياءً ولا معصية بل هو نتيجة طبيعية للالتزام بأمر الله تعالى ، وما دام المرء لا يتمادى معه أو يستقر في نفسه أو يعزم على فعله فلا شيء عليه فيه .

وإخبارك لأصدقائك بذلك لا يُعد رياءً إلا إذا قصدت به إظهار عملك الصالح لتُحمد عليه أو ترائي به . وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية :16553 ،49398 ،1009 .

والله أعلم .


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني