السؤال
أصحاب الفضيلة ...أعرف شابا في حينا رغم محافظته على صلاة الجماعة وحسن أدبه مع الناس إلا أنه شديد الإعجاب ب(( هتلر )) ويبرر حبه له (( لأنه أحرق اليهود )) وأخيرا صار هذا الشاب يرتدي قمصانا عليها الصليب المعقوف ( شعار النازية ) ومكتوب عليها عبارات مثل (( جيش الرايخ الثالث )) فماذا تقولون له ... علما بأنكم محل ثقة عند هذا الشاب وكثيرا من الناس، وسيكون جوابكم له فيصلا في هذا الأمر ...بارك الله فيكم أبنكم عماد الدين
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله جل وعلا أن يهدي الشاب المذكور ويوفقه إلى ما يحبه ويرضاه، ونقول له: إنه لا يجوز للمسلم أن يعتز بشخصية كافرة كهتلر وأن يفخر بها، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، قال الله تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ {الأحزاب: 21} وقد كان عليه الصلاة والسلام أشجع الناس وسيد رجال التاريخ، وإليك هذا الموقف الذي كان يقفه عند اشتداد الأمر، فعن أبي إسحاق قال: جاء رجل إلى البراء فقال أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة فقال: أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى ولكنه انطلق أخفاء من الناس وحسر إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته فنزل ودعا واستنصر وهو يقول أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب، اللهم نزل نصرك قال البراء كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
وفي المسلمين الرجال الأبطال الذين قاتلوا أعداء الله من المشركين واليهود ونشروا دين الله في بقاع الأرض ما يكفي المسلم أن يعتز بهم ويفخر كعلي بن أبي طالب الذي بارز العلج اليهودي مرحب وقضى عليه، ففي صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله قال فأتيت علياً فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية. وخرج مرحب ـــ اليهودي ــ فقال :
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي رضي الله عنه :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه .
ويفتخر بمثل خالد بن الوليد الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله، ومثل صلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهم من الذين قاتلوا أعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى لا غيرهم ممن قاتلوا لأغراضهم وأهوائهم كما صنع هتلر وغيره .
ونقول للأخ الفاضل كيف يليق بشاب مسلم يعظم الله ورسوله ويملك أعظم ما في هذه الدنيا وهو الإيمان الذي به سعادته في الدنيا والآخرة يعظم أمثال هتلر ويعلق الصليب والعبارات التي تدعو إلى تعظيم الكفر .
فاتق الله وتب إليه واقرأ سيرة العظماء من أهل الإسلام واقتد بهم فإنك إذا فعلت ذلك رأيت أنهم كما قال القائل :
كن كالصحابة في زهد وفي ورع القوم هم ما لهم في الناس أشباه
عباد ليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يبغون لقياه .
ولا تبغي بهم بدلا فقد ظفرت ورب اللوح والقلم . وننبه الأخ إلى أن الظلم محرم ولو كان لليهود فلا يحرقون بالنار ولا يقتل غير المحاربين منهم ولا يمثل بقتلاهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يعذب بالنار إلا رب النار . رواه أبو داود وأحمد وقال صلى الله عليه وسلم : اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً . رواه مسلم، فالإسلام دين الرحمة والعدل، وما قام به هتلر ينافي ذلك . وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه .
والله أعلم .