السؤال
يقول لي أخي دائما أنت رجل نحس أي أنك لن تنجح في أي مشروع تجاري تقوم به، فهل هذا الشيء معترف به في الإسلام وإن كان موجوداً كيف الخلاص من هذا الشيء، وما حكم من يصنف الناس هذا نحس وهذا غير نحس؟
يقول لي أخي دائما أنت رجل نحس أي أنك لن تنجح في أي مشروع تجاري تقوم به، فهل هذا الشيء معترف به في الإسلام وإن كان موجوداً كيف الخلاص من هذا الشيء، وما حكم من يصنف الناس هذا نحس وهذا غير نحس؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا من التشاؤم والتطير، وقد بينا حكم ذلك وأنواعه وكيفية الخلاص منه في الفتوى رقم: 14326.
قال ابن حجر: ولا يجوز أن ينسب إلى المرء ما يقع من الشر مما ليس منه ولا له فيه مدخل وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر فتنفر النفس منه... انتهى منه بتصرف.
فلا يجوز لأخيك ولا لغيره أن يتشاءم بك أو بغيرك لما بينا وقد قص الله علينا في سورة يس أن أصحاب القرية لما جاءهم المرسلون قالوا: قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {يس:18}، قال الطبري يعنون: إنا تشاءمنا بكم فإن أصابنا بلاء فمن أجلكم.. يقول تعالى: قالت الرسل لأصحاب القرية: طائركم معكم. أي أعمالكم وأرزاقكم وحظكم من الخير والشر معكم ذلك كله في أعناقكم، وما ذلك من شؤمنا إن أصابكم سوء فبما كتب عليكم وسبق لكم من الله.
قال ابن حجر: قال الحليمي: وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحس الظن بالله تعالى على كل حال.
وأما ما ورد في الحديث الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس والسكن والمرأة. فقد بينا أنه ليس على إطلاقه وذكرنا محمله، كما في الفتوى رقم: 61432.
فلا يجوز له أن يسيء الظن بالله تعالى ويتشاءم بك أو بغيرك كما لا يجوز له أن يحكم على مستقبلك بالنجاح أو الخسارة لأن ذلك من علم الغيب لا يعلمه إلا الله، وقد قال في محكم كتابه: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا {لقمان:34}، فعليه أن يتقي الله تعالى ويتوب إليه مما وقع فيه ويكف لسانه عن المسلمين وعن الإساءة إليهم وسوء الظن بهم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني