الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخاتمة لا يعلمها سوى الله تعالى

السؤال

تنتابني الوساوس الشديدة أثناء الصلاة التي تجعلني أشك وأعيد وأعيد وأعيد إلى أن أترك تأدية الصلاة كي لا أكون أفعل بدعة لا أرتاح بعد الصلاة لأني لا أؤديها كما يجب وأشعر سوء الخاتمة من ذلك وهذا يحدث ونحن في رمضان جربت دعاء الوسوسة ولم يتغير الحال كثيراً نفسي الإمارة بالسوء تدفعني دفعا إلى جهنم، أمصيري جهنم، لا أريد أن يكون مصيري في جهنم أني أبكي وأنا أكتب مخافة جهنم وقلبي القاسي أيمكن أن يكون ذنبا اقترفته أو معصية هي من جعلتني هكذا، وما نوع أو شاكلة هذا الذنب أو المعصية، أرجو سرعة الرد لا أضمن الحياة من الموت وأخاف مقابلة الله وأنا على هذه الحال... أخاف مقابلته وأنا تاركة لديني وهي الصلاة، وكنت قد رأيت حلما للشيخ الشعراوي يكلمني ولا أتذكر جيدا إذا كان الحديث معه ذكر فيه الصلاة أم لا ولكني سألته إن كان رآني في الجنة فقال لا ونهضت من نومي هالعة ولا أذكر كم مرة من الوقت ولكن أذن للفجر بعد هذا الحلم، ولكني لم أبصر هذا الحلم في رمضان... ما معنى هذا كله، أيعني سوء الخاتمة والنار وبئس القرار، أم هناك حل لمشكلة الصلاة ومن سوء الخاتمة الذي أستشعره، أنجدوني إني أستغيث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الذي يعتري الأخت السائلة إنما هو الوسواس وكنا قد ذكرنا ماهيته وعلاجه في الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 12128.

ولا علاج له مثل الإعراض عنه والالتجاء إلى الله تعالى، وكيفية الإعراض إذا عرض في موضوع الصلاة أن تصلي، فإذا وسوس لها الشيطان أثناء الصلاة أو بعدها فلتُعرِض عن وسوسته ولا تعيد مرة أخرى لأن ذلك لا يزيده إلا طمعاً في وسوستها حتى يتركها لا تثق بعبادة فعلتها، ومن هنا فلا بد من الإعراض عن كل هذه الوساوس، وعند الإعراض عنها ستجد السائلة أن الشيطان قد يئس منها ولو عاود مرة أخرى أعرضت عنه أيضاً فهو لا يريد لها الخير.

هذا مع قراءة المعوذتين فإنه ما تعوذ بمثلهما متعوذ مع كثرة ذكر الله تعالى والمحافظة على الطهارة من غير إفراط ولا تفريط، ثم إن على الأخت السائلة إن كانت قد عملت ذنبا أن تتوب إلى الله تعالى فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإن تابت تاب الله عليها، والتائب حبيب الله فلا ينبغي للأخت السائلة أن تيأس من رحمة الله عز وجل وعفوه، وما دامت تخاف الله تعالى وتتقيه فإنه لا يعذبها فضلا منه، وإن لم تكن قد ارتكبت ذنبا تعلمه فعليها أن تستمر في الالتزام بطاعة الله تعالى من أداء الصلاة والصيام وغيرهما من الفرائض مع اجتناب المحرمات.

أما مسألة رؤيا الشيخ المذكور؟ فإن الموقع ليس مختصا بتعبير الرؤيا.. وعلى كل حال فإن هذا ليس دالا على سوء الخاتمة ولا أنها من أهل النار، فالمسلم مأمور بامتثال أمر الله تعالى، والخاتمة لا يعلمها إلا الله تعالى والشيخ المذكور لا يعلم عاقبتها ولا أنها من أهل النار ولا غير ذلك، كل ذلك لا يعلمه إلا علام الغيوب سبحانه لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه، وقد يكون ما رأته من الشيطان ليحزنها ويصدها عن سبيل الله، فلا تلتفت إلى هذه الرؤيا، وعليها بتقوى الله قدر الاستطاعة ثم إحسان الظن بالله تعالى، فإنه سبحانه عند ظن عبده به. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني