السؤال
هناك فتاة لا تحافظ على الصلاة، مرات تصلي، ومرات تتركها، وكلما نصحها أهلها صلت، ثم تعود مرة أخرى إلى تركها، ثم إذا نصحوها وذكروها بالله سبحانه وتعالى تبكي، وتقول: أريد أن أصلي، ولكن شيئاً ما يمنعني، لا أعلم ما هو! بعد ذلك خطبها رجل ملتزم، ففرحت كثيراً، وقد كانت تريد أن تتزوج من رجل ملتزم حتى يغير من حالها، وأخذت تصلي وتدعو الله أن يوفقها في هذا الزواج. وبالفعل تزوجت ذلك الرجل، واستمرت بالصلاة، لكن هذه الأيام أصبحت تصلي بعض الأوقات وبعضها تتركها، وعندما نصحتها، قالت: بأنها سوف تتوب توبة صادقة.
سؤالي: هل زواجها صحيح؟ وخاصه أن زوجها لا يعلم بذلك، وهي لا تريده أن يعلم، لأنها - حسب قولها - سوف تحافظ على الصلاة ولن تتركها أبدًا بإذن الله؟ جزاكم الله ألف خير على هذا الموقع.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما عقد نكاحهاً، فعقد صحيح، لوقوعه حال كونها تصلي، ثم ليعلم أن في تركها الصلاة أحياناً خطراً عظيماً، فقد اختلف العلماء القائلون بكفر تارك الصلاة، هل يكفر من يصلي أحياناً ويترك أحياناً؟ على قولين.
فيجب مناصحة تلك المرأة، وحثها على المحافظة على الصلاة، والدعاء لها بالثبات، ولا ينقضي العجب من زوجها الملتزم الذي لا يعرف حال أهله في أهم أمور الدين وهي: الصلاة، فقد كان من الواجب عليه أن يسعى في إنقاذها من النار، امتثالاً لقوله تعالى: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ … ) [ التحريم : 6]، بل إن العلماء نصوا على أن المحافظ على الصلاة إذا كان يدع أهله يضيعونها، سيحشر يوم القيامة في زمرة المضيعين للصلاة، وليس في زمرة المحافظين عليها.
والله أعلم.