السؤال
لقد شاهدت على قرص مضغوط قصة ذلك الشاب الذي دفن في المقبرة وبعد مضي 3 ساعات أخرج من القبر فوجد على وجهه أثار تعذيب قيل إنها من عذاب القبر لذا رأيت من الصالح أن أتوجه إليكم بهذا لتفيدوني جزاكم الله خيراً، هل ما وقع صحيح أم لا، مع العلم بأني أعلم علم اليقين أن عذاب القبر حق لا شك فيه، ولكن إن كان ما صور كذب على الله لغاية تخويف الناس فهذا لا يقبل شرعاً ولا عقلاً، وآمل أن كان الأمر كذبا وأنتم تملكون عدة وسائل أن يقع نفي وتكذيب هذا الخبر؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقصة الشاب لا نعلم شيئاً عن صحتها إذ إنها تداولها الناس في الساحات، ولم نتمكن من إسنادها لمصدر يوثق به، ولا شك أن ادعاء ما لم يحصل فعلا لا يجوز ولو بقصد تخويف الناس من عذاب القبور، لأن أفضل ما يخوف به هو الوحي كتاباً أو سنة ثابتة، قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ {الأنبياء:45}، ولأن الغاية عندنا في الشرع لا تبرر الوسائل المحرمة ومنه الكذب.
ثم إن مما يستشكل في الموضوع إخراج الميت من قبره، والأصل أن هذا محرم نظرا لحرمة الميت وكرامته، إلا إذا كانت هناك ضرورة أو مصلحة راجحة، كما قدمنا في الفتوى رقم: 24582، والفتوى رقم: 56764.
والله أعلم.