السؤال
هل إذا هممت بمعصية ومنعني منها عدم تمكني منها لأي مانع فهل علي إثم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن عزم على فعل معصية ولم يمنعه من فعلها إلا العجز عنها فإنه تكتب عليه سيئة واحدة، فإذا فعلها كتبت عليه سيئتان ، سيئة العزم والتصميم على الفعل ، وسيئة الفعل نفسه إن فعل .
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : فمن عزم على المعصية وصمم عليها كتبت عليه سيئة ، فإذا عملها كتبت عليه معصية ثانية ، قال النووي : وهذا ظاهر حسن لا مزيد عليه ، وقد تظاهرت نصوص الشريعة بالمؤاخذة على عزم القلب المستقر؛ كقوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ...... الآية، وقوله تعالى: اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ... وغير ذلك، وقال ابن الجوزي : إذا حدث نفسه بالمعصية لم يؤاخذ، فإن عزم وصمم زاد على حديث النفس وهو من عمل القلب ، قال: والدليل على التفريق بين الهم والعزم أن من كان في الصلاة فوقع في خاطره أن يقطعها لم تنقطع، فإن صمم على قطعها بطلت . انتهى .
والله أعلم .
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني